العناوين الرئيسيةفلاش

انحسار نهر الفرات وأسباب أخرى تحرم مزارعي القطن في دير الزور من ذهبهم الأبيض

بين انحسار نهر الفرات قيام تركيا بتخفيض مستوى تدفق النهر، وارتفاع أسعار الأسمدة وعدم توفرها، وجد مزارعو القطن في ديرا لزور أنفسهم عاجزون عن زراعة كامل أراضيهم هذا العام.

فيصل من قرية القصبي بالريف الغربي لدير الزور لم يزرع كامل أرضه، يقول لتلفزيون الخبر “نهر الفرات انحسر، ومياه الري جفت، ما دفعنا لاستئجار الآليات من أجل الري”، ما تسبب بتكاليف إضافية كبيرة.

يضيف الفلاح” عدم توفر الأسمدة الآزوتية والفوسفاتية في المصرف الزراعي جعلنا نقوم بشرائها أنا وباقي الفلاحين من السوق الحرة بسعر ٨٥ ألف ليرة سورية للكيس الواحد”.

أما بالنسبة للمحروقات، يوضح فيصل أن “هذا السبب بحد ذاته من أصعب المشاكل التي واجهتنا في هذا العام أثناء موسم زراعة القطن، وذلك لارتفاع سعر المازوت وعدم توفره حتى بالسوق السوداء”.

يلفت الفلاح إلى أنه راجع الجمعيات الفلاحية واتحاد الفلاحين بصحبة عدد من الفلاحين مرات عدة من أجل الحصول على المازوت، إلا أن “كل محاولاتنا كانت عالفاضي وكان الرد ما إلكم مازوت”، وفق تعبيره.

بالإضافة إلى ذلك، أضرت الحشرات بالمحصول، يقول فيصل “الدودة التي غزت جزءً من حقولنا أثرت أيضاً على محصول القطن”، مشيراً أنه زرع ٦٠ دونماً فقط هذا العام، علما أن العام الماضي قام بزراعة ١٠٠ دونم، مضيفاً أن “هذا حال غالبية الفلاحين في ريف محافظة دير الزور”.

يردف فيصل أنه وبقية المزارعين يأملون أن يتم وضع تسعيرة القطن في بداية الموسم “من أجل تشجيع الفلاحين أكثر على الزراعة، كون معظم الفلاحين لم يتوقعوا ارتفاع سعر الكيلو الواحد من القطن إلى ٢٥٠٠ ل.س”.

نجاح، من قرية الكشمة بريف دير الزور الغربي، لم تزرع هذا العام أكثر من 4 دنومات، تشرح أن “جميع متطلبات زراعة القطن كانت صعبة، وأهمها انحسار نهر الفرات والذي جعلنا نقوم بالسقاية من مياه النبع والذي أدى أيضاً إلى تدهور محصول القطن”.

وتتابع “انتشار الديدان في أجراص القطن، أدت إلى تلف قسم كبير من المساحة المزروعة من القطن في حقلنا”.

رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة بدير الزور المهندس فياض الناصر يؤكد بدوره ما قاله الفلاحون، مشيراً إلى أن “محصول القطن في بداية موسم زراعته تعرض إلى انحسار نهر الفرات الذي أدى لانخفاض شديد في مياه الري، وبالتالي عدم تنفيذ الخطة المقررة”.

ويتابع “عدم توفر مياه السقاية والأسمدة الآزوتية والفوسفاتية لمحصول القطن في المصرف الزراعي وارتفاع أسعارها في السوق الحر وارتفاع أسعار المحروقات وعدم توفرها بالشكل المطلوب، جعلت عدداً كبيراً من الفلاحين يقومون بزراعة جزء من أراضيهم في هذا العام”.

يشير الناصر إلى أن المساحة المزروعة من محصول القطن بمحافظة دير الزور للموسم الحالي تبلغ ٤٢١٦ هكتار، حيث يبلغ تقدير الإنتاج بنحو ٦٠٠٠ طن بالنسبة للمحافظة، مسوق منها حتى تاريخه ٥٨٨ طناً إلى محلج حماة.

وعن الإصابات، يقول الناصر إن “القطن تعرض لإصابات فردية في الحقول المبكرة، أما الحقول المتأخرة كانت نسبة الإصابات فيها لا تتجاوز ٢ و٣%”، لافتاً إلى أن “معظم الإصابات كانت تتركز في الريف الشرقي وبالأخص بقرية العشارة ومدينة البوكمال”.

ويضيف “تمت مكافحة مساحات لا بأس بها مكافحة حيوية عن طريق جلب أعداء حيوية من مخبر الأعداء الحيوية بمحافظة حماة، علماً أن الاصابة كانت (تحت العتبة الاقتصادية) أي أن نسبة الضرر قليلة جداً”.

ويستطرد “تزامن زراعة محصول القطن مع القمح أثر سلباً على زراعة القطن، كونه تم توفير الوقود بشكل أساسي لمحصول القمح من أجل (الرية التكميلية) أي رية الفطام، وهذا ما أثر سلباً أيضاً على محصول القطن في وقت زراعته”.

الجدير بالذكر أن الكمية المسوقة من محصول القطن في العام الماضي بلغت ١٠٥٠٠طن، ما يعني أن الانتاج هذا العام انخفض أكثر من 40% مقارنة بالعام السابق.

حلا المشهور – تلفزيون الخبر – دير الزور

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى