اخبار العالمالعناوين الرئيسية

على خلفية فضيحة فرنسا.. أرقام صادمة للاعتداءات الجنسية من قبل رجال دين حول العالم

لاقت نتائج تحقيق حصل في الكنيسة الكاثوليكية بفرنسا، غضب حول العالم، لما حمله من أرقام صادمة لآلاف الأطفال الذين تعرضوا لاعتداءات جنسية من قبل رجال دين، خلال أكثر من 60 عقد.

وبحسب وسائل إعلام فرنسية، قال رئيس لجنة التحرّش الجنسي في الكنيسة الكاثوليكية بفرنسا جان مارك سوفيه إن “216 ألف طفل تعرضوا لاعتداءات جنسية من قبل القساوسة ورجال الدين منذ عام 1950″، مضيفاً إن “العدد من الممكن أن يرتفع إلى 330 ألفاً، إذا ما أدرجت الإساءات من قبل أعضاء الكنيسة والعاملين فيها من خارج الإكليروس”.

وذكر أن “اللجنة اكتشفت أدلة على أن ما بين 2900 و3200 قسيس أو عضو في الكنيسة اقترفوا اعتداءات جنسية، من إجمالي 115 ألف كاهن ورجل دين، على أقل تقدير”.

كما تبين، وفق تقرير اللجنة، أن “70 % من الذين تعرّضوا للتحرّش هم من الذكور و20 % من الإناث على مدى السنوات السبعين الماضية”، مضيفاً أن “العدد يمثل 4% من مجمل الإعتداءات الجنسية التي تعرّض لها الأطفال في فرنسا”.

وبدأ اهتمام الرأي العام بموضوع الاعتداءات الجنسية في الكنائس على نطاق واسع في العقدين الأخيرين من القرن العشرين، وكانت أول الدول المهتمة بهذه الانتهاكات الخطيرة وتلقى الموضوع اهتماماً واسعاً في وسائل الإعلام هي كندا وأيرلندا والولايات المتحدة.

ففي الولايات المتحدة، أفاد المؤتمر الأميركي للأساقفة الكاثوليك أن “10667 شخص في الولايات المتحدة أدعوا أنهم ضحية الاعتداءات الجنسية شملهم التحقيق في مزاعم الاعتداءت الجنسية على الأطفال بين عامي 1950 و2002 موجهة ضد 4392 من الكهنة”.

وذكرت التقارير أن “حوالي 81 ٪ من الضحايا كانوا من الذكور و51 ٪ ممن تتراوح أعمارهم بين 11 و14 عاما، و27 ٪ بين الذين تتراوح أعمارهم من 15-17 عاما”.

أما في أيرلندا، فهزت تقارير إلى الاعتداءات الجنسية رجال الدين الكاثوليك في أعلى قمة التسلسل الهرمي والدولة على حد سواء مما أدى لاحقا إلى استقالة الحكومة.

وكشف تقرير حكومي، عام 2009، عن أن عمليات الضرب والإهانة من قبل الراهبات والقساوسة أو الكهنة كانت حالة عامة في المؤسسات التي كانت ترعى ما يصل إلى 30000 طفل.

فيما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مصادر ووثائق حصلوا عليها من الكنيسة أن أحد القساوسة قام بالاعتداء الجنسي على حوالي 200 من الأطفال المصابين بمرض الصمم.

وفي كندا، ظهرت مزاعم بالاعتداءات الجسدية والجنسية والتي ارتكبها أفراد من منظمة الاخوة المسيحيين، أواخر الثمانينيات، لكن الحكومة والشرطة والكنيسة تواطأوا في محاولة فاشلة للتغطية على هذه الفضائح.

وفي عام 1989، نشرت صحيفة “سانت جون صنداي اكسبريس” الفضائح على العلن مما حال دون إمكانية التغطية عليها، مما شجع في نهاية المطاف أكثر من 300 تلميذ سابق أن يقدموا شكاوى في تعرضهم للاعتداء الجسدي والجنسي في دار للأيتام.

أما في بلجيكا، فداهمت الشرطة البلجيكية، في حزيران عام 2010، مقر الكنيسة الكاثوليكية البلجيكية في بروكسل، وقامت بمصادرة جهاز كمبيوتر وسجلات لجنة التحقيق بالاعتداءات الجنسية على الأطفال التابعة للكنيسة.

وووفقاً لمجلة “الإيكونومست” و”سيدني مورنينغ هيرالد”، فإن الكثير من الكاثوليك يتركون الكنيسة في ألمانيا بسبب فضائح الاعتداءات الجنسية.

ووصل عدد من تخلوا عن الكنيسة في شهر واحد من عام واحد إلى 472 في أبرشية ميونيخ منذ بداية عام 2010، فيما كشف تقرير مستقل أن 314 قاصراً تعرضوا للاعتدادت الجنسية من قبل 202 شخص من رجال الدين أو العلمانيين في أبرشية كولونيا بين الأعوام 1975 و 2018.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت التقارير إلى تراجع ثقة الألمان بالبابا إلى حد كبير، وفي نهاية آذار عام 2010، أصبح 39 ٪ فقط من الألمان الكاثوليك يثقون بالبابا في حين كانت النسبة 62 ٪ في كانون الثاني 2010.

فيما سجل مكتب الفاتيكان المسؤول عن النظر بشكاوى الإساءة الجنسية من قبل رجال الدين رقماً قياسياً، عام 2019، بلغ 1000 حالة تم الإبلاغ عنها من جميع أنحاء العالم

وقضت محكمة باريسية، عام 2020، بسجن السفير السابق للفاتيكان في فرنسا ثمانية أشهر مع وقف التنفيذ بعد إدانته بتهمة الاعتداء الجنسي على خمسة رجال.

وفي العام 2020، سجلت أول محاكمة بتهم اعتداء جنسي في الفاتيكان بحق اثنين من القساوسة الكاثوليك، اتهموا بالاعتداء جنسياً على صبي من خُدام المذبح بين عامي 2007 و2012.

يذكر أن تزايد الضجة العالمية حول انتهاكات جنسية بحق قاصرين ارتكبها كهنة أو رجال دين، بتغطية من رؤسائهم في عدة كنائس حول العالم، دفع بالبابا فرانسيس إلى الإعلان عن تغييرات جذرية في طريقة تعامل الكنيسة الكاثوليكية مع هذه القضايا.

وكانت أولى هذه التغييرات رفع السرية عن هذه القضايا، وكذلك المحاكمات والأحكام الصادرة في هذا الصدد، وهو الأمر الذي اعتبره المدافعون عن ضحايا الانتهاكات الجنسية “قراراً تاريخياً”.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى