ضحايا أبرياء في المحاكم على خلفية “بدي احكي مكالمة من موبايلك”
كان وما يزال الاتصال بين البشر ضرورةً ملحةً من ضرورات الحياة اليومية، التي لا يمكن الاستغناء عنها، حيث يساعد في التواصل وتبادل الأفكار والمعلومات والأخبار.
وإن كان التواصل عن قرب يمثل أهم وأكثر وسيلة اتصال مفضلة بين الأشخاص، إلا أن وجود المسافات فرض على الكثيرين التواصل مع أشخاصٍ بعيدين جغرافياً، تواصلٌ أصبح بغاية السهولة في الوقت الحالي، مع كثرة الاختراعات المتوفرة من الهاتف الأرضي والجوال والتلفاز والراديو، ووسائل الاتصال التي وفّرتها شبكة الإنترنت.
وكما هو الحال في كل بلدان العالم، يعتبر “الموبايل” في سوريا من بين أكثر وسائل الإتصال هذه انتشاراً، ونادراً ما يغيب عن جيب سكانها، كباراً وصغاراً، مع وجود جوانب سلبية لا يمكن اعتبارها تقنية بالقدر الذي تعتبر قانونية، تتعلق بملكية الموبايلات والمكالمات التي تجرى من خلاله.
وكثيرا ما سمعنا عن أشخاصٍ تعرضوا للمساءلة القانونية دون أي ذنب ٍأو جرمٍ ارتكبوه، ولم يخالفوا أي شي سوى أنهم سمحوا لأحد الأشخاص بوضع شريحتهم في جواله أو قيامهم بمكالمة، ليفاجأ صاحب الموبايل بطلب حضوره إلى قسم الشرطة وتوجيه تهمٍ إليه دون أي فكرة لديه عما يجري.
ومن أولى النصائح التي يقدمها أصحاب الخبرة في هذا المجال هو عدم شراء أي جهاز خليوي بدون علبته الأساسية التي تطابق أرقامها تلك الموجودة في الجهاز والتي تعرف بال” آيمي”.
وبتعريف بسيط عن” الآيمي imei “، يمكن شرحها بأن كل موبايل يمتلك هوية خاصة به، تماماً كالإنسان، وهذه الأرقام هي ما تميز كل جهاز عن آخر، كبصمة الإصبع تماماً.
أما ثاني النصائح التي يوجهها كريم، وهو صاحب محل موبايلات عبر تلفزيون الخبر بأن” لا يسمح أي شخص لأي شخص آخر بوضع شريحته في حوالك، او العكس، أي أن تجرب شريحتك في هاتف لا يعود لك”.
وأضاف أنه” كثيراً ما تعرض مواطنون أبرياء للمساءلة القانونية في المحاكم، نتيحة قيامهم بهذا التصرف دون علمهم بخلفية مالك الشريحة أو الهاتف، حيث يفاجؤون بأن هناك مشاكل قانونية أو جرمية عليهم، لكن المحاسبة ستطال مالك الجوال أو الشريحة “.
وأردف “نحذر دائماً من هذه التصرفات التي قد تأتي بنية طيبة، لكن عواقبها قد تكون وخيمة، لأن الهاتف أو الشريحة قد يكونان استخدما لهدف السرقة أو القتل او غيرها، لذلك لا أسمح لأي أحد خارج نطاق عائلتي من وضع شريحته في جوالي”.
من جهته أكد وائل، وهو صاحب محل موبايلات في كرم الشامي لتلفزيون الخبر صحة ما قاله زميله في المهنة وأردف” دون أي مبالغة، فإن مكالمة واحدة من شخص مجهول عبر جوالك من الممكن أن تخرب بيتك لذلك فالحذر مطلوب، ولا تسمح لأي كان بالتحدث من جوالك بحجة عدم توفر رصيد لديه”.
من جانبه، بين المحامي رامي جلبوط، لتلفزيون الخبر انه” في حال ارتكاب جريمة أو أي إشكال عبر اتصال خليوي أجري من الرقم الخاص بك أو عبر جوالك، سيتم استجوابك وسؤالك عن قيامك بهذه المكالمة وتعتبر مسؤولاً عن هذه المكالمة حتى يثبت العكس”.
وتوجه”جلبوط” للجميع” بالحيطة والحذر بما يتعلق بموضوع الإتصالات، وقال” في حال اضطر أحد الأشخاص لإجراء مكالمة من جوالك، فعليك أخذ مفصل هويته بالكامل، وتسجيل وقت المكالمة بالضبط، وذلك لإظهار أنه قام بالمكالمة في حال تعرضك لأي موقف”.
وأردف” ويفضل أن يكون هناك شاهد على قيامه بالمكالمة من جوالك، أما أن أعطي موبايلي لأي شخص يطلبه فلا أنصح بذلك مطلقا، وعلي ان أتوقع حدوث شيء سيء وحماية نفسي من المشاكل”.
يذكر أن العديد من القضايا تعالج يومياً في المحاكم لأسباب تعود للإتصالات، حيث ينبه أهل الإختصاص في هذا المجال للحفاظ على سرية المعلومات وعدم إعطاءها لأي كان ولأي سبب، وذلك للبقاء بعيدا عن المشاكل التي تنبع من” طيبة قلب” قد لا تحمد عقباها.
عمار ابراهيم _تلفزيون الخبر