أحد أهم الوجوه بتاريخ الجزائر.. وفاة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة
بملابسه الأنيقة ونظاراته الشمسية الشهيرة، عُرف الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، وهو أحد الوجوه الأساسية في تاريخ الجزائر بمختلف المراحل منذ الثورة حتى الاستقلال، فالحرب الأهلية وانتهاءً بالمصالحة وما بعدها.
وقالت الرئاسة الجزائرية إن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة توفي السبت عن 84 عاماً بعد توليه سدة حكم الجزائر لمدة 20 عاماً.
وولد بوتفليقة في آذار 1937 لأب وأم جزائريين في مدينة وجدة المغربية التي عاش وترعرع فيها حتى أنهى دراسته الثانوية وفي عام 1956 التحق بجيش التحرير الوطني وهو في سن الـ19.
وتبوأ بوتفليقة مناصب رفيعة في قيادة ثورة التحرير الجزائرية، حيث عُين مراقب عام في الولاية الخامسة وضابط مسؤول في المنطقتين الرابعة والسابعة.
كما التحق بهيئتي قيادة العمليات العسكرية وقيادة الأركان في غربي البلاد، ثم بهيئة قيادة الأركان العامة وكلف بمهام على الحدود مع مالي.
وتولى بوتفليقة بعد الاستقلال حقيبتي الشباب والرياضة والسياحة في حكومة أحمد بن بلة، وفي 1963 تولى حقيبة الخارجية ليصبح أصغر وزير خارجية سنا في العالم وكان يبلغ حينها 26 عاما.
وتم إقالة بوتفليقة من حقيبة الخارجية عام 1965، وفي اليوم التالي لذلك نفذ هواري بومدين انقلاباً عسكرياً عاد بسببه لتولي حقيبة الخارجية مرة أُخرى .
واكتسبت الدبلوماسية الجزائرية خلال حقبة بوتفليقة سمعة عالمية كبيرة حيث دعمت حركة عدم الانحياز ومنحت أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية صوتا على الساحة العالمية وناصرت الحركات الثورية على مستوى العالم.
واستقبل بوتفليقة القائد اليساري تشي غيفارا وتلقى نلسون مانديلا في شبابه أول تدريب عسكري له في الجزائر بمساعدته، كما دعا بصفته رئيساً للجمعية العامة للأمم المتحدة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لإلقاء خطابه الشهير أمام المنظمة في 1974.
وطالب بوتفليقة بأن تحصل الصين الشيوعية على مقعد في الأمم المتحدة، وندد بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وكان المفاوض الرئيسي لإطلاق سراح وزراء أوبك 1975 بعد خطفهم على يد مجموعة الثائر الداعم للقضية الفلسطينية “كارلوس”.
بعد وفاة الرئيس بومدين عام 1978 طُرد بوتفليقة من اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني عام 1981، وتم ملاحقته بقضايا فساد مالي ما دفعه لمغادرة الجزائر حتى يعود عام 1987 في عهد الرئيس بن جديد ليشارك بالمؤتمر السادس للحزب الوطني ويعاد انتخابه باللجنة المركزية.
واستلم بوتفليقة سدة الحكم في الجزائر عام 1999 بعد أن قدم مشروعه لإنهاء الحرب الأهلية الجزائرية المعروفة بـ”العشرية السوداء” حيث خاض الانتخابات وحيداً بعد انسحاب منافسيه الستة ليفوز بنسبة 79%.
ووافق الجزائريون بأغلبية ساحقة في استفتاء على برنامج بوتفليقة للمصالحة الجزائرية الذي قدّم من خلاله عفواً جزئياً عن المسلحين المشاركين في الحرب الأهلية مقابل تسليم أسلحتهم.
وترشح بوتفليقة لولاية رئاسية ثانية عام 2004 فاز خلالها بنسبة 84.99% من الأصوات كما استمر رئيساً للبلاد لولاية ثالثة بعد تعديله الدستور عام 2009 بنسبة 90% من الأصوات
وفاز عام 2014 بولاية رئاسية رابعة بعد ظهوره مرة واحدة خلال حملته الانتخابية على كرسي متحرك بسبب إصابته بجلطة أدت لإصابته بسكتة دماغية منعته عن التواجد العلني لسنوات.
وأعلن بوتفليقة في شباط 2019 ترشحه لولاية خامسة، ما تسبب باندلاع احتجاجات جماهيرية واسعة تنحى على أثرها عن الحكم خصوصاً بعد خسارته لدعم قائد الجيش أحمد قايد صالح.
تلفزيون الخبر