تحديد مركز عمل المدرسين على مبدأ “خيار وفقوس”.. والقوائم الصادرة عن وزارة التربية كيف يتم وضعها؟
صدر عن وزارة التربية بتاريخ الخامس من تموز الماضي، قراراً موجهاً لمديريات التربية في المحافظات، يفيد بتقديم التسهيلات اللازمة لإكمال العملية التعليمية.
وركّز القرار على تأمين سكن مجاني ضمن قاعات صفيّة مجهزة بالبراد والغسالة والأثاث اللازم، بالإضافة إلى تفريغ أيام من الأسبوع لكل مدرس يبعد مكان عمله عن مكان إقامته.
وكان صدر عن رئاسة مجلس الوزراء بشهر نيسان الماضي، قراراً موجهاً لوزارات الدولة، للعمل على اتخاذ ما يلزم لتسهيل نقل وندب وتحديد مركز عمل، ذوي الشهداء والعسكريين ممن هم على رأس عملهم، والحالات الإنسانية من العاملين والمتعاقدين مع الجهات العامة.
وبناءً على ذلك، قام المدرسون ممن تمّ تعيينهم في مسابقة العقود الماضية من الفئة الأولى، بتقديم طلبات لتحديد مركز عملهم بعد الرجوع للشروط التي حددتها الوزارة والتي تسمح لهم بالانتقال لمحافظاتهم، كالالتحاق بالزوج، ذوي الشهداء، والحالات الإنسانية.
قوائم “الخيار والفقوس”
عدد من المدرسين، قالوا لتلفزيون الخبر: “صدر عن وزارة التربية بتاريخ 28 من شهر آب من العام الجاري، قوائم المقبولين من المدرسين، ممن حدد مركز عملهم، ولاقت القوائم غضب واستياء كبيرين، من ذوي الشهداء وزوجات العسكريين والمسرحين، الذين من المفترض أن تكون الأولويّة بالقوائم لهم، وبعدهم المدرسات المتزوجات.”
وأضاف المدرسون، ممن لم يحالفهم “الحظ” بقبول طلباتهم: “فوجئنا بنقل زملاء لنا لمحافظاتهم، لأسباب غريبة وغير مذكورة بالقرار الصادر عن مجلس الوزراء، كالظروف المعيشيّة التي من الطبيعي أننا نعاني منها جميعنا، وصعوبة المواصلات التي نعتبرها مشكلة أساسية في عملنا.”
وتابع المدرسون: “مئات من المدرسين قدموا، لتحديد مركز عملهم، لكن عدد المقبولين 36 مدرس ومدرسة فقط، أغلبهم لأسباب الالتحاق بالزوج، معيل للوالدين، ولصعوبة المواصلات.”
مدرّسة متزوجة وطفلها مصاب بطيف التوحد.. لم يحدد مركز عملها
وقالت إحدى المدرسات، لتلفزيون الخبر: بالرغم من أني مدرسة متزوجة، أحقق شرط الالتحاق بالزوج، وبالإضافة لإصابة أحد أبنائي بمرض طيف التوحد، وبذلك أحقق شرط الحالات الإنسانية، لم يقبل طلب تحديد مركز عملي لصالح طرطوس، بالرغم من مراجعتي للوزارة والمعنيين فيها عدة مرات.”
وأضافت: “عائلتي تعيش في محافظة طرطوس، وطفلي يحتاج عناية خاصة، وأنا كلفت بتدريس مادة بعيدة عن اختصاصي الأساسي لعدم توفر شاغر باختصاصي في مدرسة بدمشق.”
التربية أبوابها موصودة
وقال مدرسون (قالوا إن عددهم قارب الـ 500)، إنهم حاولوا طرق أبواب الوزير والمعنيين بالوزارة، علّه ينصفهم، لمرتين يومي 7 و14 أيلول الجاري.
لكن الرد الذي وصلهم كان: “اللي عم يشكك بالقوائم.. يفسخ العقد ويقدم استقالتوا”.
عقاب جماعي .. !
بعد مضي أقل من 24 ساعة على محاولة المدرسين من التحدث مع وزير التربية دارم طباع في 7 آب، صدر عنه قراراً موجهاً لكافة مديريات التربية في المحافظات.
وجاء في القرار “ضرورة التعميم على المشرفين في المجمعات التربوية ومدراء المدارس، للتدقيق على الدوام الرسمي للعاملين والمتعاقدين في المدارس، والتأكيد عليهم بعدم مراجعة الإدارة المركزية بشأن طلباتهم (تحديد مركز عمل)”
وكانت الوزارة أصدرت القرار بسبب توافد العاملين والمتعاقدين يومياً من مديريات التربية في المحافظات، وتجمهرهم في الساحة، وإبداء الاستياء العلني والواضح لعدم نقلهم أو تحديد مركز عملهم في المحافظات الراغبين بالنقل والتحديد فيها.
وتبقى القوائم الصادرة عن وزارة التربية، “سر الأسرار” سواء قوائم المدرسين أو الطلاب، فبين ليلة وضحاها تصدر القوائم، دون اعتماد الشروط المذكورة في القرارات، ودون معرفة الأساس الذي يتم اعتماده لاتخاذ القرارات.
وربما يتم الاعتماد على شروط جديدة في القبول والتي كانت أخرها قوائم الطلاب المتقدمين لامتحانات القبول في مدارس المتفوقين، والتي أجمع عليها أهالي الطلاب بأنها تعتمد على مبدأ “ياغافل إلك الله”.. ومبدأ الخيار والفقوس أيضاً، بالرغم من أن كيلو الخيار الواحد وصل لـ 1500 ليرة في الأسواق السورية.
شذى يوسف – تلفزيون الخبر