“قرفوش الجلة” بديل أهالي ريف حمص جراء نقص المحروقات
فرضت أزمة المحروقات الراهنة في البلاد والخانقة في بعض الأحيان على المواطن في شتى المحافظات ابتكار وسائل وحيل بديلة جراء نقص الكثير من المواد الأساسية في الحياة.
ومع اقتراب فصل الشتاء الذي” مد رأسه من الشباك”، بدأ البحث عن حلول لمواجهة البرد القارس الذي يشهد لحمص به.
ويدور السؤال يوميا بين أي شخصين عن تلك الحلول المتاحة، في ظل واقع صعب معيشيا مع تراجع مستوى الدخل أولا، وفقدان المازوت والغاز والكهرباء ثانيا.
ومن البديهي، أن ال50 لتر من المازوت التي ينوي المعنيون توزيعها كدفعة أولى لن تكفي ولو بالتنقيط، حالها كحال جرة الغاز المنشودة والتي لايعلم المواطن كيف لها أن تكفيه 90 يوما.
وحديث الأزمات موصول طبعا إلى الكهرباء، وهي التي باتت تزور منازل السكان في المحافظة ساعة واحدة لتغيب 5 بعدها، وهرع المواطن لاستغلال” طلتها” بتسخين طبخة على الطباخ الإلكتروني إن وجد، أو استعمال السخانة لتوفير ما أمكن من الغاز.
وعلى ما يبدو، فإن الزمن في البلاد يعود للوراء تكولوجيا، مع العودة لاستخدام وسائل كنا اعتقدنا سابقا أن الزمن طواها إلى غير رجعة.
ومع هذا الواقع، عاد المواطن زمنيا عشرات السنين لاستخدام الببور والكاز والحطب والفانوس، وغيرها من الوسائل التي تعرفنا عليها في روايات الأجداد.
وربما سنروي بدورنا للأجيال القادمة، كيف تحول روث المواشي إلى وقود التدفئة في بعض المناطق، لاسيما في أرياف المحافظات مع انعدام الكهرباء، وغلاء أسعار الوقود في حال توفرت.
وفي ريف حمص الغربي، ومع اقتراب الشتاء بات من الضروري للجميع البحث عن بدائل جديدة للتدفئة، وان كان من روث الحيوانات بما يسمى (قرفوش الجلة)، حل تراثي قديم يلجأ له في القرن الواحد والعشرين “مجبر أخاك لا بطل”.
ويروي أحد الأهالي في قرى تلكلخ في ريف حمص الغربي لتلفزيون الخبر عن طريقة صنع هذا الوقود قائلا” يتم جمع روث البقر أو أي حيوانات أخرى ويضاف إليها التبن ليتم بعدها صنع المادة بشكل دائري أو مستطيل واستخدامه للطهي والسلق والتدفئة”.
وأضاف أن” لا أحد سعيد بالعودة والاعتماد على هذا الحل، لكن فقدان مادة المازوت، وانقطاع الكهرباء مع جنون أسعار لحطب دفعنا مكرهين لهذه الطريقة البدائية”.
وأضاف آخر” سعر طن الحطب يتجاوز 500 ألف ليرة، والشتاء في حمص ليس كغيرها من المحافظات، والنار لا يمكن أن تنطفئ مع وجود الاطفال في المنزل، لذلك فما من مهرب من ابتكار أي طريقة لتوفير الغاز وتعويض النقص في باقي المواد”.
وبين أحد المعمرين القاطنين في مدينة حمص لتلفزيون الخبر أن” قرفوش الجلة كان يستخدم كوقود أساسي في طفولتنا عندما كانت المحروقات تقتصر على الناس ” الفوق”، لكنني لم أعتقد يوما أن أرى هذه الطريقة تعود للحياة مجددا”.
يشار إلى أن عودة هذه الطريقة تتزامن مع تضاعف أسعار المازوت والحطب ارتفاعاً كبيرا في حمص، مع وصول سعر 20 ليتر من المازوت إلى 60 ألف ليرة سورية وطن الحطب إلى أكثر 500 ألف ليرة سورية.
عمار ابراهيم _تلفزيون الخبر_ حمص