طلاب متفوقون في اللاذقية ضحية “أمر ما” .. ماذا جرى؟ من المسؤول ؟ ولمصلحة من؟
لم يعد خافياً على أحد سعي الدولة السورية وبأعلى مستوياتها لدعم الطلاب المتفوقين ورعايتهم، خاصة خلال السنوات الأخيرة وظروف الحرب الصعبة ومفرزاتها التي يمر بها الطلاب وأهاليهم على حد سواء.
لكن ما فعلته مديرية التربية في اللاذقية وفق المعطيات التي تابعها تلفزيون الخبر على مدى الأسبوعين الماضيين، كان يشير إلى وضع غير صحي تم التعامل من خلاله مع متفوقي المدينة .
أهالي الطلبة عانوا الكثير، منهم من استسلم وذهب إلى المداس الخاصة، ومنهم لا زال مؤمناً أن هناك حل، ويدرك أن هناك ما هو أقوى من “تسويف” مديرية التربية .
“أصل الحكاية”
أصدرت مديرية التربية نتائج التقدم لاختبارات مدارس المتفوقين في محافظة اللاذقية، وصاحب الإعلان جدل كبير بين مديرية التربية وأهالي الطلاب المتقدمين للاختبارات جراء نتائج القبول والتي تضمنت ثلاث فئات للمرة الأولى في تاريخها، إضافة لاستحداث مدرسة جديدة لم تكن على قائمة الخيارات لدى المتقدمين.
حيث تضمنت النتائج فئة الناجح والمقبول وفئة الناجح غير المقبول وفئة الراسبين، إضافة لما حملته النتائج من تشكيك من قبل الأهالي في مصداقية مديرية التربية حول المقبولين في مدرسة الشهيد “ميمون حمودة” والتي اعتبروا أنها “جاءت مفصلة على مقاسات عدد من الطلبة الذين اصطفتهم المديرية بالواسطة”.
وتركزت مشكلة أهالي الطلاب، في محافظة اللاذقية، بإنشاء مدرسة أخرى للمتفوقين مكانها في منطقة المشروع العاشر وسميت مدرسة “الشهيد ميمون حمودة”، والتي بدأ التسجيل بها بعد إيقاف التسجيل في مدرسة “الشهيد الكميت بليدي” والتي ضمت العدد الأكبر من الطلاب.
وفوجئ الأهالي لدى صدور النتائج بتفاوت معدلات القبول في المدرستين، بالإعتماد على نتائج القبول الصادرة من الوزارة
حيث كانت معدلات الطلاب الناجحين و المقبولين في المدرسة المحدثة أقل من الناجحين وغير المقبولين في المدرسة القديمة، مما اضطر بعض الأهالي لتقديم اعتراضات على النتائج.
رد تربية اللاذقية بعد صدور النتائج
وتواصل تلفزيون الخبر حينها مع مدير تربية اللاذقية عمران أبو خليل، بتاريخ 28 آب، بعد ورود عدة شكاوي من أهالي طلاب، يطالبون بمعرفة مصير أبنائهم ممن تقدموا للامتحانات، وكانت نتيجتهم ناجح وغير مقبول ومعدلاتهم أعلى من معدلات المقبولين في المدرسة الأخرى.
وأكد أبو خليل حينها لتلفزيون الخبرأنه “تم رفع مقترح لتسوية وضع الطلبة المتفوقين الناجحين وغير المقبولين في مدارس المتفوقين في المحافظة”.
ووعد بدراسة إمكانية افتتاح ست قاعات صفية لكل مرحلة، وبذلك تستوعب المدرسة 180 طالب صف سابع ومثلهم من صف الأول ثانوي وفق التسلسل والترتيب، مع إمكانية قبول نقل الطلبة من الكميت بليدي الى المحدثة ميمون حمودة”.
وأكد مدير التربية حينها أن الإمكانات متوفرة لافتتاح الشعب الصفية الجديدة، رامياً الكرة في ملعب الوزارة.
ماذا جرى بعد ذلك؟
بتاريخ الرابع من الشهر الجاري أصدرت وزارة التربية كتابا عممته على مديرياتها بافتتاح شعب صفية إضافية وفقا للامكانات المتوفرة لاستيعاب الطلبة الناجحين في اختبارات المتفوقين.
وجاء في الكتاب الذي حصل تلفزيون الخبر على نسخة منه، “استناداَ إلى نتائج الطلاب في مدارس المتفوقين للعام الدراسي 2021-2022، ونظراً لازدياد أعداد الطلاب الناجحين غير المقبولين بالصفين السابع الأساسي والأول الثانوي.”
وذكر في الكتاب موافقة الوزير “على افتتاح شعب صفية حسب الإمكانات المتوفرة لدى مديريات التربية لطلاب الصفين السابع الأساسي والأول الثانوي.”
واشترطت الوزارة بكتابها، “تنفيذ القرار بعد صدور نتائج طلبات الاعتراض على اختبار القبول وحصر أعداد الطلاب المستفيدين من الاعتراض لعام 2021-2022.”
“شكاوى الطلاب وأهاليهم مستمرة”
لم تتوقف اتصالات أهالي الطلبة الواردة إلى تلفزيون الخبر لمعرفة مصير أولادهم، بعد تصريح مدير التربية عمران أبو خليل وصدور التعميم الذي نشره موقع الوزارة، والذي أعاد الكرة إلى ملعب مديرية التربية، لا سيما أن الطلبة الناجحين وغير المقبولين في “الكميت بليدي” لديهم معدلات أعلى ممن تم قبولهم في المدرسة المحدثة في المشروع العاشر.
مدير تربية اللاذقية ينتظر وصول التعميم بالبريد !!
وحاول تلفزيون الخبر، التواصل مع المكتب الصحفي في وزارة التربية، عدة مرات عبر الاتصال وإرسال الرسائل.
كما حاول الاتصال مع مدير التربية عمران أبو خليل، على مدى أيام، أمام ضغط الأهالي وإلحاحهم، حيث ذكر مدير التربية في أحد الاتصالات التي حالفنا الحظ فيها ورد عليها أن التعميم لم يصل إلى المديرية ،علماً أن التعميم تم نشره على صفحة الوزارة.
من المستفيد من هذه المطمطة” ؟
من جهة أخرى، مازال أهالي الطلاب “لامعلقين ولا مطلقين”، فالعام الدراسي صار في أسبوعه الثاني، ومازالت مديرية التربية تتبع أسلوب “المطمطة”.
عدد كبير من الطلاب ذهب صوب المدارس الخاصة، ومنهم من لا يمتلك القدرة على دفع الملايين، وقامت عدد من مديريات التربية في المحافظات بحل المشكلة المماثلة في محافظاتهم اعتماداً على تعميم وزرة التربية، فيما تقف مديرية التربية في اللاذقية متفرجة على الرغم من إطلاقها الوعود، ولا أحد يعرف السبب، ولا أحد يريد أن يجيب.
معهد خاص “على الخط”
وأوضح والد أحد الطلبة لتلفزيون الخبر”ولدي من الطلبة الناجحين غير المقبولين وإلى الآن لم أصل إلى بر الأمان”.
وتساءل “لو كنا نعلم أن معهد “س” (نتحفظ على ذكره)، له حصة بنتائج المتفوقين، كنا سجلنا أبنائنا به، قبل الإمتحانات، كون أغلب الأسئلة كانت معطاة، وأغلب الأسماء المقبولين من الدارسين في المعهد.”
وشرحوا لتلفزيون الخبر”أن المعهد أقام دورات للطلاب المتقدمين لامتحانات القبول في مدراس المتفوقين، وأغلب المقبولين في النتائج كانوا من الدارسين في المعهد، وتم تدريبهم على الاسئلة ونموذج الأتمتمة المتبع بالامتحانات من قبل أساتذة مختصين. “
آخر خبر ..
علم تلفزيون الخبر من أحد الأهالي أن مدير ثانوية الشهيد الكميت بليدي للمتفوقين، ماهر خيربيك رفع يوم الأربعاء الماضي كتاباً لمدير التربية باللاذقية عمران أبو خليل، تضمن اقتراحاً لفتح شعبة إضافية للصف العاشر بالثانوية، بحيث يأخذ ٣٠ طالبا إضافيا حسب ترتيب العلامات.
وتابع أن مدير التربية رفض الاقتراح لأسباب مجهولة، مع العلم أن هذه الثانوية نفسها قبلت السنة الماضية أربع شعب صفية، بينما أخذت هذه السنة ثلاث.
ماذا بعد كل هذا؟
افتتاح مدرسة جديدة لم يتم الإعلان عنها بشكل واسع سوى عن طريق صفحة المديرية .
أخذ طلاب معدلاتهم أدنى من معدلات المرفوضين في المدرسة الأساسية
ظهور معهد خاص افتتح دورات خاصة لفحص القبول واتهامات الأهالي المختلفة بوجود “تجاوزات”
وعد مدير التربية عبر تلفزيون الخبر وتسويفه لاحقا وعدم الرد خلال الأيام الأخيرة
رفض مدير التربية لاقتراح مدير المدرسة لحل جزء من المشكلة
اتجاه الطلاب المقتدرين إلى المدارس الخاصة
عدد من الطلاب المتفوقين يقبعون اليوم في بيوتهم بانتظار تنفيذ الوعود ونحن في الأسبوع الثاني من الدوام
تلفزيون الخبر