“لا تسألوني ليش دمعي جاري”…رحيل الفنان بسام البيطار
“حلو يلّي القمر لولاك ما يتم… هجرتني وجعلت هالدار ميتم… دجلة والفرات وسيحون ميتم… ما وازوا دمع عيني عالحباب” … هذا “البيت العتابا” الذي كتبه الشاعر الراحل جميل جنيد وغنّاه الراحل فؤاد غازي وعاد وغنّاه من غادرنا الجمعة ووقّع عقد الغياب نتيجة مرض عضال الفنان بسام البيطار.
وكأنهم في هذا البيت العتابا أرادوا الحديث بلسان حال جميع الفقراء والمظلومين الذين يتوارون خلف كواليس الغياب بصمت مطبق.
عُرف ابن الساحل السوري الراحل بسام بيطار بين جمهوره بلقب “بركان العتابا” لأنه امتهنها بصوت هدار كالبحر وخامة صوت عالية كما الجبال المطلّة على هذا البحر.
بدأ البيطار مشواره الفني منذ ما قبل مطلع الألفية ومن ثم عُرف اسمه بأغانٍ مثل “بخيام الليهم” ولكن شهرته كانت بأغنية “لا تسألوني”.
كان الراحل بسام البيطار من الذين حملوا لواء “العتابا” السورية الممتد من اللواء شمالاً إلى الهضبة جنوباً والتزم منذ بداية مشواره الفني بقوافيها وأعطاها كل ما يملك من شغف تجاهها .
ووضع بسام البيطار لنفسه مكانة بين رموز العتابا في سوريا مثل أسد فقرو وحسن الشريف وأحمد تلاوي وصادق حديد وجميل جنيد وفؤاد غازي وكان أميناً لترديدها في كل المناسبات وهذا ما أعطاه لقب “بركان العتابا” بين جمهوره.
والراحل البيطار أراد إبلاغ رسالته بأن “العتابا” موروث شرقي ثقافي شفاهي ما زالت الحناجر ترددها حتى الآن، فهي هوية وسم بها الفن الشعبي السوري بإيجاز محكي بليغ ممتد من الماضي وحتى هذا اليوم.
تلفزيون الخبر