“رح لبس ولادي كيس نايلون بدل الشنطة”.. جملة تختصر غلاء أسعار اللباس المدرسي في حمص
ينشغل بال معظم العائلات السورية ماقبل افتتاح المدارس أبوابها بتأمين لوازم أبنائهم المدرسية على اختلافها، همّ أضيف قسرا إلى بقية المصاعب اليومية التي يسعى لتجاوزها أو تأمينها بالحد الأدنى.
وشهدت أسعار هذه التجهيزات من ملابس وقرطاسية غلاءً متزايدا عن العام الماضي، كحال كل ما هو موجود في الأسواق، مع مدخول شهري لا يكاد يغطي نصف قيمة المستلزمات في حال وجود طالبين في المنزل فقط.
وفي حمص” أم الرخص” كما قيل عنها سابقا، لم تختلف تدرجات الاسعار عن بقية المحافظات بالقدر الكبير، وبالمقارنة مع أسواق دمشق أو اللاذقية يظهر جليا أن أسعارها ” ألف رحمة”، أسعار تختلف حسب المنطقة والشارع والحي.
وتنقل تلفزيون الخبر في عدد من أسواق المدينة ورصد تفاوتاً بين الأسعار، مع وجود فوارق تصل إلى ضعفين وأكثر بين شارع الحضارة وشارع المهاجرين مثلا.
وبالابتعاد قليلا عن شارع الحضارة، الذي يعتبر المحطة الأغلى سعريا بكل ما يخص لوازم الحياة، وهو الشارع المتوسط في قلب حمص والقريب من الجامعة، فكل شيء فيه أغلى من غيره بدءا من العقارات وانتهاء بأصغر الأمور.
أما في الأحياء الشعبية التي تغلب على معظم المدينة، فقد تفاوتت الأسعار بين محال الجملة والمفرق، كما أن نوعية الثياب والأحذية هي المعيار الأساسي بالتسعيرة، “فكل شيء حقو فيه يا خال” بحسب أحد اصحاب المحال في حي كرم الشامي.
ويضيف الشاب محمد لتلفزيون الخبر” تأتينا البضاعة من حلب، حيث تتركز معظم المصانع، ونأخذ ما يلزمنا بسعر مخفض ونضيف عليه ربحا معقولا بعد حساب تكاليف النقل، مع علمنا بالحالة المادية الصعبة على الجميع، لذلك نبيع أرخص من غيرنا حسب ما عاينته في السوق”.
والأسعار التي تحدث عنها محمد، تعتبر مقبولة في الحي الذي يعتبر وجهة للكثيرين من أجل التبضع كون أسعاره مناسبة، لاسيما الخضار والمواد الغذائية، ويتراوح سعر الشنطة بين 7000 و15 ألف ليرة حسب جودتها وحجمها.
بينما ترواح سعر البنطال بين 12_20 ألفا والقميص بين10_15 ألفا وأيضا بحسب نوع القماش المستخدم، فهناك القماش الذي يكفي الطالب كل العام الدراسي، وهناك ” الستوك” الذي يهترئ بعد شهرين، بحسب محمد أيضا.
ولا بد للتنويه من أن الأسعار ليست موحدة، حتى في الشارع نفسه، وفي المحال المتجاورة أيضا، مع غياب معيار واضح وتسعيرة محددة أو موحدة عند الجميع، حيث أن الثياب المدرسية كأي بضاعة لها تكاليف وتاجر جملة مختلف، كما أشار صاحب محل في حي الأرمن.
أما في حي وادي الذهب، فالفرق في الأسعار طفيف ويختلف أيضا بحسب الشارع، فسعر البدل المدرسي الكامل يترواح بين 35_45 ألف ليرة، بقدر جودة اللباس الذي يريد الأهل إكساء أولادهم به.
وفي حي الزهراء، تختلف الحالة، وحسب ما رصد تلفزيون الخبر، فيمكنك أن تجد شنطة ب6 آلاف ليرة، والبنطال ب10 آلاف، والقميص ب7 آلاف إن رغبت بذلك، كما يمكنك رفع مستوى” دلال” أولادك بحسب ما يتوفر في جيبك.
وينطبق الحال نفسه على بقية الأحياء والشوارع الفرعية التابعة للحي، ومنها السبيل والعباسية والمهاجرين والأرمن، مع ملاحظة الغلاء في المحال التجارية على الشوارع الرئيسية وانخفاضه في الشوارع المخفية ضمن الحارات.
أما اسعار القرطاسية، فتخضع للمعيار نفسه في أجوبة أصحاب المحال المحدد بأن لكل نوعية ثمنها، فسعر القلم مثلا يبدأ من 500 ليرة وينتهي ب1000 وأكثر، ويتراوح سعر الدفاتر حسب جودة الورق وعددها.
من جهته أكد مدير تربية حمص وليد مرعي لتلفزيون الخبر أنه” هناك بعض التساهلات والتوصية بعدم التشدد في اللباس المدرسي، وعدم التساهل لدرجة كبيرة بالوقت نفسه”.
وأشار مرعي” يسمح مثلا بارتداء بنطال من نفس درجة لون البنطال المدرسي وينطبق الأمر على بقية اللباس، ولا يعني ذلك أن يرتدي الطالب ألوان مختلفة ومتفاوتة”.
يذكر أن وزارة التربية، أوصت بداية العام الدراسي في الخامس من الشهر الجاري بعدم التشدد باللباس المدرسي، كون الدخل محدود للأسرة السورية، والتي يوجد لدى أغلبها طالبين وأكثر.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص