أزمة مياه في بلدة صيدنايا… بين الكهرباء وتقاذف المسؤولية
حالة مأساوية يعيشها أهالي بلدة صيدنايا بريف دمشق بسبب قلة مياه الشرب كغيرهم في العديد من بلدات الريف الدمشقي، حيث طالب الأهالي عبر تلفزيون الخبر بإيجاد حل لمسألة مياه الشرب التي يرونها كل 12 يوم مرة واحدة ولساعتين فقط.
وتؤكّد الشكوى التي وصلت من الأهالي لتلفزيون الخبر أنّ “المياه مقطوعة في البلدة منذ أيام بسبب انقطاع الكهرباء، كون الخط المغذي لمحطات مياه البلدة مربوطة مع تلفيتا ويوجد تقنين كبير عليه”.
وأضاف المشتكون، “قدمنا طلب لنقل خط التغذية الكهربائية المغذي لمضخات المياه من المخرج الواصل إلى خط تلفيتا، إلى المخرج الذي يغذي الأقمار الصناعية في المنطقة لضمان ديمومة التغذية لمضخات المياه”.
وأردف الأهالي، “تمت الموافقة عليه، وإلى الآن لم يتم تنفيذ الموافقة والبلدة بلا مياه كون البلدة يتم ضخ المياه لها كل 12 يوم ساعتين لمرة واحدة فقط”.
البلدية تنتظر “جنيف”!
وللوقوف أكثر على تفاصيل الشكوى، تواصل تلفزيون الخبر مع رئيس بلدية صيدنايا عبدالله سعادة حيث بين أنّ “حل مشكلة مياه صيدنايا يتم من خلال “ربط محطة الكهرباء في المنطقة مع مخرج تلفيتا الذي يغذي أبار صيدنايا”.
وأوضح سعادة أنّ “المسافة المطلوب ربطها تحتاج إلى خط كهرباء بطول 4 كيلومترات بين صيدنايا وتلفيتا وهو معفى من التقنين”ـ مشيراً إلى مشروع الربط تمت دراسته وهو جاهز للتنفيذ”.
ولفت رئيس البلدية أنّ “المشروع حالياً يسير بشكل جيد، وتم الكشف عليه من قبل مديرية كهرباء الريف ومؤسسة المياه وفرع إحدى المنظمات الدولية في البلاد، لكن المطلوب تنفيذها”.
وأوضح سعادة أنّه “من المفترض أن يتم تنفيذ هذه الدراسة حالياً من قبل المنظمة الدولية التي تعهدت به، وهذا الأمر يحتاج إلى موافقات ومراسلة من قبلها مع إدارتها في جنيف، وقد لا يتم تنفيذه وهو أمر لم يحسم بعد معها”.
وعن آلية تأمين مياه الشرب للبلدة حالياً، قال سعادة: “اشترينا مازوت من السوق الحر، على حساب الأهالي، حيث يتم نقلها إلى الجرد بعد أن تم تركيب مولدة 250 ك/ف/أ حيث يتم تشغيلها عندما يتوفر المازوت لإرواء الأهالي”.
وأضاف سعادة: “حالياً المشكلة المؤقتة هي بالمازوت حيث نحتاج كل يومين استهلاك 1000 لتر مازوت، ولا نستطيع تأمين ذلك بشكل دائم، وتم تقديم طلب لشراء 5000 الاف لتر من المحروقات وتمت الموافقة حسب الإمكانيات المتوفرة لدى الشركة”.
وبيّن سعادة، أننا لم نستلم الكمية بعد وجاهزين لدفع سعرها، لكن إن توفرت فهي حل مؤقت لأيام لا أكثر”.
وأردف سعادة، “مؤسسة المياه لا تدعم صيدنايا لتأمين مازوت لمضخات المياه، ومؤسسة الكهرباء لم تزيد ساعات التغذية لخط تلفيتا أسوة ببعض المناطق الأخرى ما يمكن من ضخ المياه لأهالي البلدة”.
وقال رئيس البلدية: “الموضوع ليس كيمياء ولا فيزياء، لكن لا أحد يريد أن يعمل ولا يخدم، نحن نعرف ماذا نريد ووصلنا إلى مراحل جيدة، لكن ما لا يوجد من يساعدنا، مؤسسة المياه فاشلة ومؤسسة الكهرباء أفشل!.
الكهرباء تنتظر تقديم طلب!
وفي تصريح لتلفزيون الخبر، أكّد وزير الكهرباء غسان الزامل لتلفزيون الخبر أنّ “موضوع تأمين التغذية الكهربائية لمحطات ضخ مياه الشرب هو من الأولويات ويتم التنسيق بشكل مباشر ويومي بين مديريات الكهرباء ومؤسسة مياه الشرب بدمشق وريفها”.
وأوضح الوزير الزامل أنّ عملية التغذية تتم من خلال برنامج زمني يتم تزويد الكهرباء به من قبل مؤسسة مياه الشرب ليصار وصل الكهرباء للمناطق التي تحددها مؤسسة المياه بالترتيب وفق نظام الدور ليصار تأمين التغذية لكافة المناطق وبشكل متساو”.
وأشار الزامل أنّ “هذا الأمر يطبق على جميع محطات ضخ المياه التي ترتبط بخطوط تغذية كهربائية مشتركة مع مناطق سكنية مأهولة، أمّا محطات الضخ ذات الخطوط المستقلة فهي معفية من التقنين بأكملها”.
وفيما يتعلق بطلب نقل خط كهرباء تغذية محطات مياه الشرب التي تغذي بلدة صيدنايا أوضح الزامل أنّ الموضوع يحتاج إلى طلب يتم تقديمه من قبل المؤسسة المعنية في وزارة الموارد المائية ويوجه إلى الكهرباء ليصار تنفيذه وتحوله وفق الإجراءات القانونية المتبعة”.
مياه دمشق: الوضع إيجابي!
في سياق متصل، أكّد مدير مياه دمشق وريفها سامر الهاشمي لتلفزيون الخبر أنّ بلدة صيدنايا من البلدات الموضوعة في برنامج المؤسسة لتأمين لها مياه الشرب بشكل دوري بالتنسيق مع الكهرباء”.
وأشار الهاشمي إلى أنّ “تغيير المخرج الذي يغذي محطات المياه في صيدنايا يشكل عمل إيجابي للمؤسسة”.
وبين الهاشمي أن “تأمين التغذية الكهربائية لمضخات المياه التي تربط بخطوط تغذية كهربائية مع مناطق سكنية يتم وفق ما توفره الكهرباء من كميات تغذية وساعات يومية”.
وإلى أن يتم حل هذه المعضلة، يعيش ابناء بلدة صيدنايا بدون المياه التي لا يرونها إلا لساعتين فقط كل 12 يوماً مرة واحدة.
تلفزيون الخبر – قصي أحمد المـحمد – ريف دمشق