شاهدة على الحرب ومخلفاتها .. السيارات المدمرة مرتعاً للأوساخ والجرذان في شوارع حمص
“كانت شوارع مدينة حمص من أولى المحطات التي بدأت منها الأحداث في سوريا عام 2011، والتي امتدت حتى العام الحالي لتكمل عامها الحادي عشر، دون مؤشرات على موعد نهايتها.
ومرت سنوات الحرب قاسية على المحافظة، ريفا ومدينة، مخلفة آلاف الضحايا والجرحى، ودمارا كبيرا في البني التحتية لمرافق الدولة ومنازل نسبة كبيرة من سكانها.
حيث دمر ما يقارب نصف المدينة وتضرر قسم كبير جزئيا نتيجة القذائف والمفخخات التي لم تترك حيا دون زيارته، ووصولها أيضا لأريافها لاسيما الشمالي .
ومن أهم الأحداث التي بشرت سكان المحافظة المرهقين هو خروج المجموعات المسلحة من حي باب عمرو عام 2012، ومن ثم خروج دفعة ثانية من أحياء المدينة القديمة لينتهي وجودهم بخروج آخرهم من حي الوعر إلى الشمال السوري.
ومع خروجهم عادت الحياة تدريجيا إلى تلك الأحياء بنسب متفاوتة مرتبط بحجم ما دمر وما بقي من أساسيات الحياة، إلا أن إعادة الإعمار لم تكتمل بالشكل الكامل من حيث إعادة تأهيل المباني السكنية وإزالة ركام الحرب.
وفي حمص، بقيت هياكل السيارات المحروقة والمدمرة شاهدا على آثار سنين الحرب، والتي لا يفضل المواطن رؤيتها لتأثيرها النفسي وما تشكله من مشاهد بقيت راسخة بذهنه مع صور التفجيرات وأصواتها.
إلا أن التأثير المعنوي لشواهد الحرب الحية هذه لا يتغلب على شكوى بعض سكان الأحياء من تحول الهياكل لحاويات قمامة وتجمعات للقوارض والحشرات.
وقال أبو توفيق وهو من سكان حي الخالدية لتلفزيون الخبر أن” الهياكل بقيت أمام منزلي منذ نهاية الحرب دون أن يقوم أحد من الجهات المعنية بإزالتها رغم وجود اثباتات عن مالكها، حيث باتت مكب قمامات للحي دون استطاعة سيارات البلدية إزالة الاوساخ منها”.
وأضاف مواطن من حي باب السباع ” انتهت الحرب منذ سنوات ولم تزل هذا السيارات من مداخل الحي وشوارعه، فلماذا لم تشملها حركات إزالة الانقاض التي يقوم بها مجلس المدينة أم أن منظرها “الجمالي” يعجبهم”.
وأردف آخر من جورة الشياح أن” الأمر لا يتوقف على المنظر “الجمالي”، بل على الخطر الذي تشكله من بقايا الالغام والقنابل التي لم يتم إزالتها بشكل كامل، حيث سمعنا كثيرا عن انفجار هذه المخلفات في أيدي اطفال خلال لعبهم بقربها”.
من جانبه، أوضح المهندس خليل الخليل مدير النقل البري بحمص لتلفزيون الخبر” أن هذا العمل من اختصاص الضابطة الشرطية ومجلس المدينة، حيث تقوم شرطة المرور بالتحرك بناء على كتاب من مجلس المدينة، بينما نحن كمديرية لا علاقة لنا بالموضوع قولا واحدا”.
من جهته، أكد عماد الصالح مدير النظافة بمجلس مدينة حمص لتلفزيون الخبر” أن العمل من اختصاص فرع المرور والنقل، حيث قام المجلس بجرد كل السيارات في شوارع المدينة المتضررة رفعنا بيانات كاملة بأماكنها إلى فرع المرور، الذي قال أنه لا يوجد مكان لوضعها”.
وأضاف” هذه مشكلة عامة في كل شوارع حمص في الأحياء التي شهدت مشاكل خلال الحرب، حيث تنتشر هياكل السيارات في الوعر وجورة الشياح و باب هود وكرم الزيتون وباب تدمر والخالدية وغيرها”.
بينما، أشار مصدر في شرطة مرور حمص لتلفزيون الخبر أنه” تم حتى اليوم إزالة 1600 هيكل سيارة تقريبا، ومعظمها غير قابل للإصلاح أو الاستخدام وعبارة عن هيكل محترق أو متضرر “.
وأكد المصدر أن” متابعة هذا العمل مستمرة، لكن على مجلس المدينة أن يتدخل بشكل أكبر، لأننا كشرطة مرور تابعنا كل الشوارع التي أعيد فتحها وأزلنا السيارات المحترقة منها”.
وأردف” مجلس المدينة هو المسؤول عن تنظيف الشوارع وترميمها، ويفترض به عند عودة سكان أحد الأحياء والبدء بتنظيف الطرقات أن يعلمنا كي نتابع عملنا معه”.
ونوه المصدر إلى أن” الموضوع أكبر من مجرد وضع السيارة على الرافعة، لأنه يجب ملئ سجل كامل يوضح معلومات الهيكل وصاحبها ووضعها القانوني وتدقيق وضعها إن كانت مطلوبة أم لا”.
وأضاف أن” مكتب الدور مليء بالسيارات المحترقة المتضررة، وكذلك الأمر في كراج الفرع، ونحن نعمل حيث تمشي المحافظة ومجلس المدينة، لذلك فالموضوع يتطلب عملا رديفا لعملنا من قبلهم”.
يذكر أن مدينة حمص سجلت عدة إصابات بين مواطنين أصيبوا بانفجارات لأجسام مجهولة كانت موجودة بين ركام المباني المتضررة وبقايا السيارات، كان آخرها إصابة عدد من الأشخاص قرب شارع الستين عند قيامهم بترحيل الأنقاض من أحد المباني في الحي.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص