ست سنوات على استشهاد حارس تدمر السوري خالد الأسعد
ست سنوات مضت على واحدة من أكثر جرائم تنظيم “داعش” الإرهابي في عروس الصحراء السورية تدمر، حين اغتالت عالم الآثار السوري خالد الأسعد.
ففي 18 آب عام 2015، أعدمت “داعش” العالم خالد الأسعد، الذي رفض التخلي عن المدينة التي عشقها، ودرس آثارها، وقدم عنها موروثاً خالداً كاسمه.
كان الراحل الأسعد أحد أهم الباحثين التاريخيين ممن قدموا مؤلفات عن تدمر والمناطق الأثرية في البادية السورية كما شغل منصب المدير العام للآثار ومتاحف تدمر منذ عام 1963 إلى أن أحيل إلى التقاعد عام 2003.
واهتم “الأسعد” بحماية المواقع الأثرية والحفاظ عليها كنزاً جميلاً للأجيال القادمة، ونشر تاريخ تدمر ومكتشفاتها، والمشاركة بالمعارض الدولية والندوات الأثرية بكل اللغات.
واكتشف بنفسه مقابر أثرية عدة وأشرف على أعمال حفريات عدة وترميم آثار في المدينة، كما أسهم وأثر في إدراج آثار تدمر ضمن لائحة التراث العالمي.
وأثر الشهيد خالد الأسعد في تجميع كثير من الوثائق التاريخية والأثرية خلال حياته، وله أكثر من 20 كتاباً عن المنطقة، ونذر حياته لحماية المدينة القديمة، حتى لحظات حياته الأخيرة.
وبعد سيطرة “داعش” على المدينة الأثرية، رفض الأسعد الخروج منها، انطلاقاً من إيمانه بأت “تدمر لا بد أن تُحمى من أي أذى”، وتوجه إلى قصر الحير الشرقي، حيث اختطفه هناك ملثمون في 20 حزيران عام 2015.
وبعدها حكمت “داعش” على العالم “الأسعد بالإعدام، وقبل تنفيذ الحكم، طلب الأسعد أن يزور متحفه للمرة الأخيرة، بعدها، أخذه إرهابيو التنظيم حافي القدمين إلى وسط المدينة وقطعوا رأسه
وعلقوا جثته على عامود، واضعين عليها لافتة صغيرة كتب عليها أنه “مرتد” وأنه مثّل سوريا في “مؤتمرات تكفيرية” وأنه “مدير أصنام تدمر”.، ثم تركوا جثته معلقة لمدة ثلاثة أيام مع حراسة عليها، ثم أخذوا الجسد ورموه في مكب نفايات خارج المدينة.
وهناك تتبع بعض الأصدقاء الشاحنة، وأخذوا الجثة ودفنوها بطريقة لائقة، أما الرأس فدفن في مكان آخر، بعدما كان معلقاً على أحد الأعمدة التدمرية في الساحة الرئيسية، بحسب ما وصف طارق خالد الأسعد، نجل الراحل في حديث سابق لتلفزيون الخبر.
الجدير بالذكر أنه في شباط الماضي، أشيع عن العثور على رفات الشهيد خالد الأسعد، حيث عثر في شرقي تدمر على عظام تعود لرجل سبعيني، فيما لم تذكر أي نتائج أخرى حول الموضوع لاحقاً.
تلفزيون الخبر