مُسنة ديرية تروي حكاية عشقها للسباحة في نهر الفرات
السيدة “عطية السعيد” تبلغ من العمر ٨٥ عاماً وتعشق السباحة في نهر الفرات تحدثت لتلفزيون الخبر عن هوايتها المفضلة قائلة: “أنتظر قدوم فصل الصيف على أحر من الجمر لأمارس هوايتي المفضلة التي أعشقها منذ سنين طويلة والتي بدأت أمارسها منذ كان عمري ١٥ عاماً ألا وهي السباحة”.
وأكملت السيدة “عطية” الآن عمري تجاوز الثمانين عاماً ببضع سنوات ولايزال عشقي للسباحة والغوص في نهر الفرات وفتالاته النهرية يزداد يوماً بعد يوم، ولم ينتابني الخوف والهلع من السباحة فيه رغم حالات الغرق التي ازدادت في الآونة الأخيرة”.
وتابعت “أنا من سكان حي الحويقة بمدينة ديرالزور، وكان منزلنا قريب من النهر، وكانت حياتنا في الخمسينات والستينات بسيطة وخالية من التكنولوجيا، فكنا نذهب أنا وجاراتي وصديقاتي في الحي لنغسل ملابسنا وأواني المطبخ المتسخة في نهر الفرات، ومن ثم “نسبح” بالقرب من ضفافه، ومن بعدها نجلس ونتأمل روعة جماله”.
وأضافت “من هنا بدأت رحلة عشقي للنهر والسباحة والغوص والقفز من أعلى التلال للسباحة فيه، علماً أنه لم يقم أحد بتدريبي على السباحة، مرددة “العشق لنهر الفرات” فقط ما دفعني لذلك”.
وأردفت “عطية” أنه “عندما أصبح عمري ٢٠ عاماً أصبحت أدرب الأطفال والنساء اللواتي يرغبن بالسباحة في نهر الفرات، ولا يزال بعض الأهالي إلى يومنا يطلبون أن أدرب أبناءهم على السباحة، ولكن دون أن أتقاضى المال لذلك”.
ونوهت السيدة “عطية” بأنه “بالإضافة لحبها للسباحة، فهي أيضاً تعشق الغوص في نهر الفرات، ولا ينتابها الخوف من السباحة في “الفتالات النهرية” والأماكن التي يتجاوز عمق النهر فيها ٢٥ متر والتي يعجز أمهر السباحين والغطاسين بالسباحة فيها.
علماً أنها تقوم بالغوص في النهر دون استعمال أي جهاز للغوص، فقط الاستعانة بنفسها الطويل الذي يمكنها من الوصول لقاع النهر مهما كان عميقاً”.
وشرحت “عطية” عندما أصبحت أمارس السباحة بشكل جيد، بدأتُ من بعدها بتطوير قدراتي، إضافة لتعلمي كيفية إنقاذ الغرقى وإجراء التنفس الصناعي لمن يحتاجه، ومنذ ذلك الوقت ومعظم أهالي المدينة يستعينون بي لإخراج غرقاهم من النهر”.
وابتسمت عطية “قمت بتدريب جميع أولادي الذكور والإناث على السباحة، ولكن للآن لا يوجد أحد منهم يمتلك الجرأة بمجاراتي بالسباحة والغوص وبالأخص في “الفتالات النهرية” التي تشكل متعة خاصة بالسباحة بالنسبة لي، مرددة بابتسامة عريضة “لم يغلبني أحد منهم” رغم كبر سني”.
ونوهت السيدة “عطية” “قمت بإخراج مايقارب ١٥٠ حالة غرق من النهر منها متوفين ومنها ما استطاعوا إنقاذهم قبل مفارقتهم للحياة”.
وأردفت “لايزال سكان المدينة يطلبون مساعدتي بإخراج غرقاهم، وكان آخرهم الفتاة التي غرقت منذ أكثر من ١٠ أيام، ولكن ما منعني ليس الخوف من العمق الشديد وإنما الألغام الموجودة في أعمدة الجسر المعلق، والتي من المتوقع تكون عالقة في أسلاكه المعدنية، لذلك رفضت الجهات المعنية الموجودة بجانب الجسر أن أغوص وأخرج جثة الغريقة خوفاً على حياتي من الألغام”.
وختمت السيدة “عطية” حديثها لتلفزيون الخبر قائلة :”أنا ربة منزل فقط، ولا أمتهن السباحة كمهنة، ولم أفكر في يوم من الأيام أن أتقاضى أي أجر مالي للتدريب على السباحة أو إنقاذ أي حالة غرق، وذلك لعشقي وتعلقي بالسباحة الذي يمنعني أن أطلب أو أتقاضى المال لهذا الخصوص، بالرغم من جميع الظروف المادية القاسية التي عشناها في سنوات الحصار والسنوات التي تلتها”.
يذكر أنه من المعروف عن سكان محافظة ديرالزور حبهم لنهر الفرات وعشقهم وتعلقهم غير المحدود فيه، والسباحة فيه والجلوس على ضفافه تعتبر متعة حقيقية لاتضاهيها متعة بالنسبة للديرين.
حلا المشهور – تلفزيون الخبر – ديرالزور