هل فعلاً انتهى الإرهاب في سوريا أم أن لـ”داعش” رأي آخر؟
شهدت الفترة الماضية عودة تصعيد تنظيم “داعش” الإرهابي لهجماته على القوات الحكومية السورية في عدة مناطق من البلاد من خلال تنفيذ عدة هجمات وتفجيرات وكمائن
وأوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) في وقت سابق من هذا العام “استشهاد 25 مواطناً وإصابة 13 آخرين بجروح جراء هجوم إرهابي على حافلتهم في منطقة كباجب على الطريق بين دير الزور وتدمر، وقد تم نقل المصابين لتلقي العلاج في مشافي دير الزور”.
كما قالت صحيفة “سبوتنيك” الروسية في شباط الماضي، من هذا العام أيضاً، أن عدداً من المجموعات التابعة لتنظيم “داعش” هاجمت بشكل متزامن نقاطاً ومواقع للجيش السوري في بادية الرصافة بريف الرقة.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصدرٍ ميداني أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات الحكومية السورية وعناصر من التنظيم الإرهابي الذين كانوا يستخدمون درجات نارية، وقد أودت تلك الاشتباكات باستشهاد 3 عناصر من الجيش السوري وإصابة 5 آخرين.
هذه الاعتداءات والهجمات المتكررة من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي فُسرت من قبل بعض المراقبين بأنها استمرار لوجود بعض الخلايا الإرهابية للتنظيم التي لم يتم القضاء عليها بعد، والتي تشكل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار مناطق وجودها، وتنشط تلك الخلايا من حين لآخر في منطقة البادية السورية الممتدة من شرق محافظتي حماة وحمص وصولاً إلى أقصى شرق محافظة دير الزور.
وعلى الرغم من إعلان قوات سورية الديمقراطية (قسد)، وهي تجمع لفصائل كردية وعربية تدعمه واشنطن، القضاء تماماً على “داعش” عام 2019 إلا أن التنظيم الإرهابي لا يزال يخوض حرب استنزاف ضد الجيش السوري من جهة وضد “قسد” نفسها من جهة أخرى.
وكانت واشنطن نفسها أيضاً قد أعلنت القضاء تماماً على تنظيم “داعش” عام 2019، بعد أن قامت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بقصف مدفعي وشن غارات جوية قالت أنها تهدف إلى القضاء التام والنهائي على تنظيم “داعش”، إلا أنها مع الأسف تسببت بقتل مايزيد عن 1600 مدني في مدينة الرقة وحدها، حتى أن التحالف نفسه اعترف بقتل 318 مدنياَ في الرقة عن طريق الخطأ، ناهيك عن الخسائر المادية والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، والتي جعلت سكان المدينة يصفوها (بالمدينة المنكوبة).
ومع كل ذلك فجرائم التنظيم استمرت وعملياته الغادرة أودت بحياة الكثير من الضحايا من مدنيين وعسكريين منذ تاريخ إعلان القضاء المزعوم على “داعش” وحتى الآن.
الجيش السوري كان قد خاض معارك ضارية في مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي، وذلك بمساندة الحلفاء الروس وبمشاركة من شركة “فاغنر” الروسية التي شاركت في معارك تحرير القريتين في نيسان أبريل 2016، بالإضافة إلى المساهمة في تحرير مدينة دير الزور في خريف 2017، وفي تحرير مدينة السخنة في آب أغسطس من العام نفسه، حيث كان لديها في تلك المنطقة عناصر مدربين على هذا النوع من المعارك ولديهم أسلحة حديثة، ولم يعد يسجل مؤخراً أي تواجد لهذه الشركة في تلك المنطقة.
بعد أكثر من عشر سنوات على الحرب في سوريا، خسر فيها السوريون آلاف الضحايا، إضافة إلى ملايين النازحين في الداخل والخارج، مازال “داعش” يشكل تهديداً مستمراً على حياة السكان في مناطق شاسعة من شمال وشرق سوريا يصعب ضبطها نظراً لاتساعها وحاجتها لعدد كبير من القوات، وعلى الرغم من مرور أكثر عام على إدعاء أميركا القضاء على التنظيم الإرهابي، لا تزال منطقة الشمال الشرقي تعاني من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن حيث يتم تسجيل خروقات أسبوعية واغتيالات وتفجيرات وحتى استهداف مزارعين على ضفتي الفرات، الأمر الذي يجبر الناس هناك للكفاح بحثاً عن العمل، ويضطر بعض الأطفال إلى التخلي عن التعليم، ويجعلهم عرضةً للاستهداف والتجنيد من قبل جماعات متطرفة، إضافة للخطر الكبير الذي يسببه سوء التعامل مع أزمة مخيم الهول والتشدد الذي يتصاعد فيه، مما يعني أن بعض العوامل التي سمحت في السابق بظهور الجماعات المسلحة المتطرفة واستيلاء تنظيم “داعش” على المنظقة لا تزال تحتاج معالجة. فهل يمكن القول الآن أن “داعش” قد انتهت في سوريا؟
تلفزيون الخبر