بعد الاستغناء عن معظم موادها ..قلة الخبز تحرم الديريين متعة “ثرودهم”
تشتهر مدينة ديرالزور بزراعة البامياء وأخذت تسمية البامية الديرية لتميزها عن غيرها في باقي المحافظات بالشكل والمذاق، بالتوازي تشتهر المدينة بطبق “ثرود البامية”، تلك الأكلة الشهيرة، التي تضم مكوناتها الخبز كإضافة مهمة لأطباقها.
فما أن يأتي فصل الصيف ويبدأ جني محصول البامياء الديرية يسارع أهالي المدينة إلى شرائها وإعداد اكلتهم المفضلة التي تشتهر بها عروس الفرات.
ورغم الظروف المعيشية الصعبة التي لحقت بأهالي المدينة وغلاء الأسعار كغيرهم في باقي المحافظات لايزال أبناء مدينة ديرالزور يطهون البامياء الديرية، بحسب الأهالي.
وقال “عبدالله” أحد سكان حي الجورة لتلفزيون الخبر “لازلنا نقوم بطهي البامية بشكل مستمر وبالأخص في فصل الصيف، الفصل الذي تكثر فيه البامياء الديرية، إضافة لكونها تعتبر من الخضار المفضلة لدينا عن باقي الخضار الأخرى”.
وأردف “ولكن الآن أصبحنا نقوم بطهيها بأقل المواد كون المواد الأساسية الداخلة في تحضيرها تحتاج لراتبي وراتب زوجتي من أجل طهيها كما كنا في سنوات ماقبل الحرب”.
وشرح عبدالله “في السنوات الأولى من الحرب قمنا بالتخلي عن السمن العربي ومن ثم تخلينا عن وضع اللحم مع العظم “لحم بعضمه” واستبداله بقطع لحم صغيرة”.
وأضاف “ومن بعدها قمنا بإلغاء اللحم بشكل نهائي فيها والتقليل من كميات البندورة والثوم والدسم، بحيث تصبح مقبولة وتتناسب نوعاً ما مع وضعنا المعيشي وارتفاع الأسعار الذي لا يتناسب مع دخلنا الشهري”.
وأكمل “عبدالله ” حديثه بابتسامة تلتها ضحكة ينقصها الكثير من الدسم “أكلة البامية ماناكولها إلا ثرود” ومادة الخبز قاموا بتقنيها والربطة الواحدة لاتكفي لمنسف يأكله أربعة أشخاص بالشكل الطبيعي”.
ومن جانب آخر قالت “إم وائل” من سكان حي القصور: “حالتي المادية ميسورة كون أبنائي يقومون بإرسال المال لي في نهاية كل شهر لأستطيع العيش منه أنا وماتبقى من أفراد عائلتي، لذلك لازلت للآن أطهي البامياء الديرية على أصولها كما اعتدت في سنوات ماقبل الحرب”.
وأضافت “ولازالت البامية للآن الطبق المطلوب والمفضل في جميع عزائمنا، وباللأخص عندما يأتينا زوار من خارج المحافظة، لذلك أحرص على تقديمها على “أصولها” وبكل المواد اللازمة لإنجاح طهيها”.
وتابعت “لذلك أقوم بطهي البامية الديرية بالطماطم الطازجة والسمن البلدي مع لحم الضأن “لحم بعضمه”، ومن بعد أن تنضج أقوم بتقطيع خبز التنور وأقوم “بثرده” أي تقطيعه بشكل يدوي في المنسف الخاص”.
وأكملت “وأسكب فوقه المرق ومن ثم البامياء واللحم، ونقدم بجانبه الفليفلة الخضراء “الزورية” واللبن العيران “الشنينة”.
الجدير بالذكر أن محافظة ديرالزور تشتهر “بثرود البامياء” الذي يعتبر من ألذ وأشهى الطبخات التي تتميز بها المدينة والتي أصبحت تحتاج مبلغ يقارب ٧٥ ألف ليرة سورية لتحضيرها بموادها الكاملة، لكي تعطي الطعم والمذاق الخاص بها.
إضافة إلى شهرة المدينة بالكباب الديري والمشحمية التي أصبحت صعبة المنال لموائد الديرين التي بدأت تنقص شيء فشيء جراء الغلاء وارتفاع الاسعار وقلة الدخل .
حلا المشهور – تلفزيون الخبر – ديرالزور