“لمة عيد” في بيت ياشوط.. مبادرة مجتمعية لنشر المحبة والتآخي
للعيد في بلدة بيت ياشوط في ريف اللاذقية طقوسه الخاصة التي تتفرّد بها عن بقية البلدات والقرى في المحافظة وغيرها، حيث يجتمع أهالي القرية أول أيام العيد في صالة البلدة ليتبادلوا التهاني بالعيد ويزيحوا هموم العتب، إن وجد، عن صدورهم المشرعة للفرح مع حلول العيد.
في صالة بلدة بيت ياشوط، اجتمع الأهالي صباح اليوم في “لمّة عيد” وفي جعبة كل واحد منهم تهاني ومعايدات تكفي لتغمر الجميع بالمحبة، بالإضافة لتوزيع الحلويات و”المعايدات” على الأطفال، ومبالغ نقدية للأسر الفقيرة.
صاحب المبادرة الإنسانية والاجتماعية التي تعد الأولى من نوعها في اللاذقية، الباحث في الموروث الشعبي نبيل عجمية قال لتلفزيون الخبر: “بدأت الفكرة منذ 2019 حيث لبى عدد كبير من أهالي البلدة الدعوة للحضور في صالة بيت ياشوط في صباح اليوم الأول للعيد والتي لاقت استحساناً كبيراً من قبل الأهالي”.
وأضاف عجمية: “العام الماضي لم نستطع أن نجتمع في عيدي الفطر والأضحى، وذلك لالتزامنا بالاجراءات الاحترازية لانتشار فيروس كورونا، لنجدد هذه “اللمّة الحلوة” هذا العام بعد التراجع الكبير في أعداد الإصابات”.
الهدف من اجتماع الأهالي في صالة البلدة صبيحة أول أيام العيد، حسب عجمية “تعزيز أواصر المحبة ووصل الأرحام وإصلاح ذات البين بين المتخاصمين من أهالي البلدة في حال كان هناك خصام بين أي شخصين من سكان البلدة، لفتح صفحة جديدة في علاقتنا الاجتماعية والأسرية التي تقوم على المودة والتسامح”.
وأشار عجمية إلى أنه “تم توزيع الحلوى والسكاكر والقهوة العربية للحاضرين، كما تم توزيع “العيدية” على الأطفال، ومبالغ نقدية للعائلات الفقيرة في بيت ياشوط”.
كما لفت عجمية إلى “طرح عدد من المشاكل الخدمية الموجودة في البلدة، خلال المبادرة الاجتماعية، وذلك بحضور رئيس البلدية”، مبيناً أنه “تم وضع مجموعة من المقترحات لحل تلك المشاكل”.
وأضاف عجمية: “كما تم اقتراح تكريم الطلاب المتفوقين في شهادتي التعليم الأساسي والثانوي من أبناء البلدة، وتم الاتفاق على تكريمهم خلال الأيام القليلة القادمة في المركز الثقافي بالبلدة”.
ونوّه عجمية بأن “هذه المبادرة رسالة حب وخير بين الأهالي وهي لا تقف عن حدود بلدة بيت ياشوط بل تتعداها إلى القرى المحيطة بها، حيث يوجد أشخاص من خارج البلدة يقدمون تبرعات نقدية وعينية للعائلات الفقيرة”.
وأكد عجمية أن “المبادرات الانسانية والاجتماعية التي يقوم بها هو وعدد من الأشخاص لا تقتصر على فترة الأعياد وإنما تستمر طيلة أيام العام لنشر الخير وتعزيز أواصر المحبة بين الناس”.
يشار إلى أن المبادرات الاجتماعية لا تتوقف عند حدود التبرعات وتعزيز أواصر المحبة، بل تتعداها إلى مبادرات شعبية لتخديم القرى التي تغيب فيها بعض الخدمات، كشق طرقات وتزفيتها وإصلاح مدارس بحاجة لترميم.
باسل يوسف _ تلفزيون الخبر