عيد دير الزور بلا “كليجة”
“عدت إلى وطني هذا العام لأقضي العيد في مدينتي التي أحب بعد غياب استمر لأكثر من 10 أعوام”، بهذه الكلمات بدأت “فدوى” مغتربة سورية من مدينة دير الزور حديثها مع تلفزيون الخبر.
تكمل السيدة التي عادت مشتاقة لمدينتها وأسواقها “تجولت في أسواق الدير الجميلة، لكني لم أجد سوقاً ولم أجد تلك المحلات التي كانت تزخر بالناس في مثل هذه الأيام ولم أشم رائحة الكليجة باستثناء عدد قليل من المنازل”.
صمتت “فدوى” بذهول لتتابع حديثها وكأنها عادت بآلة الزمن إلى عشرة أعوام مضت “أذكر أسواق المدينة كيف كان الناس يغتنمون هذه الأفراح فتراهم يجهزون الأضاحي ويشترون الملابس الجديدة والحلوى احتفالاً بقدوم عيد الأضحى المبارك”.
وبينت السيدة أن “فرحة الأعياد لاتضاهيها أي فرحة، وبهجة الناس وهم يشترون أغراض العيد من ملابس وحلوى وهم في فرحة لاستقبال العيد لا تستطيع نسيانها للآن “.
وتساءلت “ماذا حدث الآن أين الناس وأين المحلات وأين بهجة العيد أشعر أن الناس مازالوا يحتفظون بحزن أيام الحصار والحرب في ثنايا قلوبهم”.
وتابعت “هذا فيما عدا الأسعار التي تلهب السوق وتطرد فرحة العيد من بيوت كثيرة امتلأت بأحلام أطفال كانوا ينتظرون ثياب العيد وفرحته التي سلبت بسبب الغلاء الفاحش الذي غزا الأسواق”، مكملة “مازلت أذكر كليجة العيد التي كان باستطاعة أي بيت أن يحضرها أو يشتريها جاهزة من أحد المحلات”.
وأردفت “لكن حتى الكليجة أصبحت حلم كثير من الناس لغلاء المواد الداخلة بصناعتها كالسمن العربي والزيت والتوابل الأساسية التي تحتاجها”، وتعيد تساؤلها “أين حلوى “الفضوض” التي كانت تحضرها جداتنا لنقوم بتوزيعها أثناء ذهابنا لزيارة قبور الأقارب ليلة العيد”.
وأكملت حديثها “أين ذهبت فرحة تلك الأيام، أتيت وكنت منتظرة أن أزور قبر والدي ولكن الخوف لما حدث لهذه الأرض الطيبة أذهب كل شيء و أسكت الفرحة وأطفأء الشوق لكل شيء جميل فيها”.
وختمت فدوى حديثها “ندعو الله أن يحفظ أرض سوريا ويحفظ مدينتا الحبيبة دير الزور لتبقى عروس الفرات تزهو بفرح أبنائها الطيبين في جميع الأعياد وجميع الأوقات”.
يذكر أن جميع أسواق مدينة ديرالزور دمرها طيران ماسُمي “التحالف الدولي” خلال سنوات الحرب والحصار على المدينة، وتمت إعادة تأهيل سوق “سينما فؤاد”، كما تم افتتاح عدد من المحلات و”الكافيتريات” فيه وأقيم فيه سوق رمضان الخيري لتشجيع الأهالي للرجوع إليه.
حلا المشهور – تلفزيون الخبر – ديرالزور