الرئيس الأسد يؤدي اليمين الدستورية رئيسا للبلاد لولاية جديدة
أدى الرئيس بشار الأسد صباح السبت في قصر الشعب بدمشق، القسم الدستوري، رئيسا للجمهورية العربية السورية، لولاية جديدة هي الرابعة، ولمدة سبع سنوات ميلادية.
وألقى الرئيس الأسد بعد القسم خطابا أمام رئيس وأعضاء مجلس الشعب، وبحضور شخصيات سياسية وحزبية وعسكرية ودينية، وأصحاب القصص البطولية من رجال الجيش العربي السوري، وعوائل للشهداء.
وأشاد الرئيس الأسد بالخطاب بصمود الشعب السوري أمام ما مر به بلده من تحديات في السنوات الماضية، قائلا: “إن الشعب حمى وطنه بدمه وحمله أمانة في القلب والروح، فكان على قدر مسؤوليته التاريخية حين صان الأمانة وحفظ العهد”.
وتابع الرئيس الأسد: ” رهان أعداء سوريا في المرحلة الأولى من النزاع كان على خوف الناس من الإرهاب وتحويل المواطن السوري إلى مرتزق يبيع وطنه، غير أن الشعب أفشل هذه المخططات وأثبت مرة أخرى وحدة معركة الدستور والوطن، فأثبت الدستور كأولوية غير خاضعة للنقاش أو للمساومات”.
وأكمل الرئيس الأسد متوجها للشعب “الوعي الشعبي هو حصنكم وهو حصننا وهو المعيار الذي نقيس به مدى قدرتنا على تحدي الصعاب والتمييز بين المصطلحات الحقيقية والوهمية: بين العمالة والمعارضة، بين الثورة والإرهاب، وبين الخيانة والوطنية، وبين إصلاح الداخل وتسليم الوطن للخارج”.
ورأى الرئيس الأسد أن: “المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات الرئاسية دليل على الوعي الوطني الكبير”، مؤكدا أن “تجربة الانتخابات أثبتت أن الشعب هو الذي يعطي الشرعية للدولة”.
وأضاف الرئيس الأسد: “أكرر دعوتي لكل من غرر به وراهن على سقوط الوطن وعلى انهيار الدولة أن يعود إلى حضن الوطن لأن الرهانات سقطت وبقي الوطن”.
وتوجه الرئيس الأسد للعملاء الذين يعملون بوساطة تركية على الأراضي السورية بالقول: “بعضهم يعمل على طروحات للوصول إلى دستور يضع سوريا تحت رحمة الأجنبي”.
ونوه الرئيس الأسد إلى أن: “العدو ينتصر عندما تقتنع الغالبية أن المقاومة كذبة، وردعها خيال وأن الازدهار في الانبطاح، ونخسر عندما نصدق أن النأي بالنفس هو سياسة، وأنه يقينا من الاضطراب في محيطنا”.
وقال الرئيس الأسد: ” الحديث عن العروبة ليس قضية رأي نتفق أو نختلف معه أو ذوق يعجبنا أو لا بل هو قضية مصير، وأقرب القضايا إلينا هي قضية فلسطين والتزامنا بها ثابت لا تبدّله الظروف”.
وأوضح الرئيس الأسد: “وضعنا نصب أعيننا تحرير ما تبقى من أرضنا من الارهابين ورعاتهم الأتراك والأميركيين، وواثقون بدور الأصدقاء كإيران وروسيا اللتين كان لوقوفهما معنا أثر كبير في التحرير”.
ووجه الرئيس الأسد التحية إلى “لكل سوري وطني في المناطق الشمالية الشرقية وقف في وجه المحتل الأمريكي وحاول طرده وهو أعزل وواجه عملاءه من المرتزقة وقدم الشهداء”.
وكشف الرئيس الأسد أنه “يتم حالياً بناء نحو 3000 مصنع للإنتاج في سوريا مؤكدا أن الحرب والحصار لم يتمكنا من وقف الاستثمار، إلا أن الجزء الآخر من المشكلة مرتبط بتوفر الإرادة”.
واعتبر الرئيس الأسد أن الحصار وتجميد الأموال السورية في لبنان ساهما في زيادة الأزمة الاقتصادية، قائلا إن “الحصار هو الفرصة الأكبر للتطوير بالاعتماد على القدرات الذاتية، والأموال السورية المجمّدة في المصارف اللبنانية تقدر ما بين 40 مليار دولار و60 ملياراً”.
وأضاف الرئيس الأسد “كلا الرقمين كافيان لإحباط اقتصاد بحجم اقتصادنا سواء من خلال تجميد الأموال وحرمان دورة الاقتصاد منها أو من خلال عملية تهريب هذه الأموال أو إخراجها والضغط المستمرة على الليرة السورية وتخفيض قيمتها الشرائية على مدى سنوات وبشكل متعاقب”.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن “هذا العنصر يمثل عائقا كبيرا وتحديا عسيرا وحلها مرتبط بتغير الظروف في لبنان”، واصفا إياه بأنه “درس للمستقبل لكل من يفكر بنفسه بمعزل عن الوطن”.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن “الحصار المفروض على سوريا لم يمنعها من تلبية احتياجاتها الأساسية لكنه تسبب في اختناقات”، مشددا على “أن تخفيف العقوبات ضروري لكنه لا يعوض عن زيادة الإنتاج وهي أساس تحسن الوضع المعيشي.”
ورأى الرئيس الأسد أن: “تخفيف العقبات ضروري لكنه لا يعوّض عن زيادة الانتاج، وهي أساس تحسن الوضع المعيشي في سوريا، وعنوان المرحلة المقبلة زيادة الانتاج، ودورنا كدولة تسهيل ذلك في مختلف القطاعات”.
وشدد الرئيس الأسد على أن حلّ مشكلة الكهرباء “أولويتنا جميعاً لانعكاس ذلك على الحياة وبيئة الاستثمارات”، مؤكدا أن “الاستثمارات في المرحلة القادمة ستركز على تأمين الطاقة البديلة، وهي استثمار رابح ومجز”.
وختم الرئيس الأسد: إيماننا بجيشنا واحتضاننا له حقق الأمن وهو الذي سيكمل التحرير ولو بعد حين، إيماننا بأنفسنا.. بتاريخنا.. بثقافتنا عزز وحدتنا، هذا الإيمان حقق ما يشبه المستحيل في ظروفنا وهذا الإيمان هو ما نحتاجه اليوم لمواجهة الحرب الاقتصادية لنحول نتائجها لمصلحتنا، ونحن قادرون على ذلك بكل تأكيد”.
يذكر أن الرئيس بشار الأسد كان فاز في الانتخابات الرئاسية التي أقيمت يوم 27 أيار الفائت، بعد حصوله على 95.1 من أصوات الناخبين المشاركين في الانتخابات الرئاسية.
تلفزيون الخبر