بين “تقنين الدراسة” والمقاهي لمن استطاع إليها سبيلا.. طلاب الجامعات يبحثون عن الكهرباء
سنوات طويلة والطلاب السوريين يدرسون على بدائل أخرى غير الكهرباء، كان منها الشمع، وأضواء البطاريات، وشواحن الكهرباء، وحتى الإنارة الطريقة.
لكن هذا العام تخطى التقنين الكهربائي، قدرة أي البدائل الكهربائية المنزلية على التحمل، وتزامن هذا الأمر مع التحضير لامتحانات الجامعات السورية، مما تسبب بأزمة لطلابها، الذين باتوا يبحثون عن أماكن أخرى غير المنزل، مؤمنة فيها الكهرباء.
ولا تقتصر حاجة الطلاب الجامعيين للكهرباء للإنارة فقط، بل باتت ضرورة، لتوافر الانترنت، وشحن الأجهزة الكهربائية، أو الهواتف، التي بات يعتمد الطلاب عليها في الدراسة، بنسب متفاوتة ما بين تخصص وآخر.
وكانت الوجهة الأخرى للطلاب، بعيداً عن منازلهم، هي المقاهي التي تؤمن الكهرباء طيلة الوقت، لكن هذا الحل على الرغم من حله لمشكلة الكهرباء، أوقع الطلاب المعتمدين عليه بعراقيل أخرى.
ويقول أحمد، وهو طالب في قسم الكيمياء بكلية العلوم، لتلفزيون الخبر، إن “الدراسة في المنزل أصبحت شبه مستحيلة مع ساعات التقنين الطويلة هذه الفترة”.
وتابع “قررت التوجه للدراسة مع أصدقائي في أحد مقاهي دمشق الشعبية، حتى لا تزيد التكلفة عن قدرتنا على الدفع، خاصة مع تكرار زيارتها خلال دراستنا”.
ويضيف “أحمد”، “في البداية تمكنا من الدراسة بشكل جدي، لكن يوماً بعد يوم، بات اجتماعنا يتأثر بالجو المحيط، فبدأنا بلعب الشدة، وطاولة الزهر، ومشاهدة المباريات يومياً”.
ويكمل أحمد: “المشكلة الأكبر هي أن حتى المقاهي الشعبية لم تعد رخيصة كما كانت، عدا عن تكاليف الوصول إليها من سيارات أجرة وسرافيس، كلها باتت بحاجة راتب كامل لتحمل مصاريفها”.
واستطلع تلفزيون الخبر أدنى الأسعار المتاحة في مقاهي دمشق، حيث يبدأ الشاي من 1700 ليرة، القهوة 2500 ليرة، الأركيلة 4000 ليرة، زجاجة المياه الكبيرة 1500 ليرة، والتي ترتفع حتى تصل إلى أربع أضعاف حسب تصنيف المقهى.
بدورها، تقول “ألمى” وهي طالبة صيدلة في إحدى الجامعات الخاصة “اخترت أحد المقاهي التي اخرج إليها عادة بعطلة نهاية الأسبوع، خاصة وأن خدمات الانترنت والكهرباء جيدة فيه”.
وأردفت “لكن مع اعتيادي على الجلوس بغرفة هادئة في المنزل، لم يساعد الحل البديل على تأمين جو دراسي مريح مع كل الضجيج والموسيقى، وأحاديث الناس، فقررت تحمل وضع الكهرباء، وتنظيم أوقات الدراسة مع أوقات التقنين، على الرغم من مشقة هذا الأمر”.
الجدير بالذكر أن التقنين الكهربائي اليومي في مختلف المحافظات السورية، يتراوح ما بين 18 و 22 ساعة في اليوم، عدا عن الانقطاعات المتكررة خلال أوقات وصل الكهرباء التي باتت عشوائية وغير محددة بوضوح
لين السعدي – تلفزيون الخبر