السوريون ينتظرون أجوبة حول المرحلة الجديدة من “لعبة الخبز”..والمسؤول لا يرد
يستعد السوريون للدخول بتجربة حكومية جديدة، للحصول على “مرادهم” من مادة الخبز، بعد عدة آليات وطرق سابقة، هدفت وتهدف لاستمرار “الخبز والملح” بين الحكومة والناس.
وبدى الأمر بالنسبة للسوريين، كمن يتحدى بلعبة تفاعلية الكترونية، مقسمة إلى مراحل عدة، كلما أنجزت مرحلة، انتقلت إلى طور آخر أكثر صعوبة، وكل ذلك في سبيل أن “تختم اللعبة”.
وفي جديد “لعبة الخبز”، مرحلة متقدمة من التحدي للحصول على “الكم ربطة اللي بتطلع” لكل رب أسرة سورية يوميا، تقوم على ما سمي “بالربط المكاني”، أو بالعامية “بيصيرو خبزاتك بانتظارك”، طول اليوم.
وتقوم الآلية الجديدة، والتي بدأ العمل على إنجازها في حماة، اللاذقية، وطرطوس، على أن يقوم كل رب أسرة أو مستفيد من البطاقة الذكية، بتحديد معتمد معين، عبر تطبيق “وين”، بحيث يجد عنده مخصصاته من الخبز بشكل يومي، “منشالة عندو كل اليوم”، دون الحاجة للانتظار في طوابير.
وسبق أن طبقت تلك الآلية على المواد المدعومة المباعة في المؤسسة السورية للتجارة، من سكر ورز، حيث يحصر كل مستفيد من البطاقة الذكية بصالة محددة، يأخذ حصريا منها مخصصاته المدعومة.
ورغم سلاسة “الطور” الجديد من اللعبة نظريا، إلا أن أسئلة عدة تدور في أذهان السوريين، حول تطبيق تلك الآلية، المزمع البدء فيها بعد 12 تموز، عقب انتهاء فترة اختيار كل مستفيد للمعتمد الذي يفضله.
ويطرح سوريون سؤالا عن مصير المخصصات اليومية المدعومة من الخبز، والتي من المفترض أن تتوافر لدى معتمده، بحال لم يتسنى للمستفيد أن يشتريها في يوم من الأيام، لسبب أو لآخر.
ويحضر التساؤل هنا عن مدى مقدرة السوري المستفيد، على أن يشتري من معتمده في اليوم التالي، مخصصات اليومين مع بعضهم، أم أن “كل يوم بيروح بياخد خبزاتو معو!؟”.
ويتساءل السوريون عن مصير البيع على الأفران، وهل يمكن للمستفيد أن ينال مخصصاته من الفرن مباشرة، بحال رغب أن يتناول الخبز وهو ساخن و”طري”، أم أنه سيفتقد لميزة “الضحك بوش رغيف سخن”، وسيضطر للحصول على المخصصات باردة “ريثما توضب، وتبرد، وتنقل، وتوزع” لدى المعتمد؟.
ومن الأسئلة المطروحة، في ظل التقنين العاصف الذي تكابده البلاد هذه الفترة، هل تتوافر لدى المعتمدين برادات مجهزة بمولدات، ليوضع الخبز فيها؟، ريثما يتسنى للمستفيد شراء مخصصاته.
وكيف ستكون جودة هذه الربطات كونها ستكون متوافرة طول اليوم، دون الحاجة للوقوف في طوابير لحظة وصول المادة للمعتمد.
والسؤال الأهم، هل من تغيير في مخصصات الأسر المقسمة حسب عددها إلى شرائح، تنال كل شريحة كمية محددة من الربطات يوميا، بما لا يزيد عن 4 ربطات كحد أقصى.
وما قصة تحديد عدد الربطات لكل مواطن ب10 شهريا، ما يعني أن أسرة من 4 أشخاص ستتقلص حصتها المدعومة، من 60 ربطة شهريا إلى 40، أي بمقدار الثلث.
كل تلك الأسئلة كان تلفزيون الخبر يريد الحصول على أجوبة عليها من زياد هزاع، مدير المؤسسة السورية للمخابز، الذي لم يجب على إتصالاتنا، للحصول على حلول لتلك الألغاز، وتوضيح ما يجول في بال السوريين.
ويأمل السوريون أن يجدوا خيرا في تلك الآلية، وبحال نجاحها الاستقرار عليها، دون الحاجة لتغييرات وأطوار أخرى من التحديات، ودون “خربطات” من قبيل “والله خبزاتك ما عندي معلق البرنامج” أو “المعتمد سكر اليوم تعا بكرا” أو “مخصصاتك نظريا كل يوم بس عمليا رح تستلم كل يومين لأن في أزمة، متل سيناريو الغاز”، وغيرها.
يذكر أنه ومع إغلاق البيع على الأفران بسبب حظر كورونا قبل أكثر من عام، بدأ بيع الخبز عبر المعتمدين في الأحياء، لتليها تجربة البطاقة الذكية، وتحديد المخصصات من الربطات حسب عدد الأسرة، قبل رفع سعر ربطة الخبز إلى الضعف من 50 إلى 100 ابتداء من أواخر تشرين أول 2020.
تلفزيون الخبر