أحمد.. رسّام صغير يعيل أهله بلوحاته
أحمد فنان صغير يحاول بيع لوحاته لمساعدة أبيه المصاب بسبب الحرب.
ما إن تمر بشارع بغداد في مدينة اللاذقية حتى تلتقي بأحمد الطفل “الأشقر” ذو العينين الخضراوين، يحمل كيس نايلون بيده الصغيرة، يتجول بين مقاهي الحي.
يلفتك شكل الكيس وكأنه يضع فيه إطارات عديدة، يفردها أحياناً أمام زبائن في كافيتريات متوزعة على زوايا الشارع، أو يتخذ حيزاً صغيراً من الرصيف ليرتب لوحاته في محاولة منه لجذب المارة لألوانه، علّ أحدهم يشتري منه أعماله الفنية التي يساعده فيها والده.
والده الذي قال لتلفزيون الخبر بأنهم من محافظة إدلب ونزحوا إلى اللاذقية، بعدما تسببت الحرب بفقده ولديه، وكسور لا تُجبَر بأضلاع قفصه الصدري من الجهة اليمنى كما روحه، بسبب موقفه السياسي، على حد تعبيره.
أحمد الذي يعتبره والده هديته من السماء، يبلغ من العمر إحدى عشر سنة، جيد في دروسه، يقول: أحب شارع بغداد والمنطقة التي تحيط بنقابة المهندسين، كل يوم عطلة، أتجه إلى ذلك المكان عن طريق باص “أخضر”، أشاهد فيه الكثير من الوجوه.
يضع كفتي يديه ببعضهما، يرفع كتفيه ويقول بخجل: هناك أنواع للناس، فمنهم من يعجب بلوحاتي ويشتري مني واحدة، ومنهم من يعطيني نقوداً بدون أن يأخذ لوحة وأنا لا أقبل، لست “شحاداً” ، أنا فنان.
ويضيف: أبي علمني الرسم، فهو يرسم منذ طفولته، يساعدني باللوحات الصغيرة، ويؤمن لي الألوان، الخشب والإكرليك الذي نحتاجه.
يقول أبو أحمد أن الوضع المادي سيء جداً و” لولا حمودة لمتنا من الجوع، وبسبب إصابتي ماعندي قدرة عالحركة الزايدة”، ويضيف أحياناً يستطيع أحمد بيع ثلاث أو أربع لوحات كحد أقصى في اليوم، وأحياناً لا شيء، الحمدالله “مستورة”.
“بفرح كتير لما أبيع لوحة” ، ويضيف أحمد: تكلفة اللوحة تصل لحدود الـ 5000 ليرة، وأنا أبيعها ب 6000 ليرة.
“بحب توم وجيري.. وبتسحرني الألوان.. وحلمي أعرض لوحاتي على حيطان.. ما على رصيف أو حطهن بكيس” ختم أحمد حديثه.
شذى يوسف- تلفزيون الخبر – اللاذقية