الشارع الكروي يشتعل في سوريا واتحاد الكرة “مطنش” .. من يجيب على هذه الأسئلة؟
تفاعلت قضية المدرب التونسي السابق لمنتخب سوريا بكرة القدم، نبيل معلول، على خلفية جولة التصريحات والتصريحات المضادة بينه وبين رئيس الاتحاد الرياضي العام، فراس معلا.
وأمضى السوريون يوما كاملا مابين تهجم المعلول على الاتحاد الرياضي العام مرتين خلال 24 ساعة، أولاهما حين اتهمه بعرقلة مسيرة المنتخب، والثاني، عندما قال معلول أن “رئيس المنظمة فراس معلا يحاول الزج بي في صراعاته مع اتحاد كرة القدم”.
وتواصلت أحداث اليوم الكروي السوري، عندما قال فراس معلا في تصريحات إعلامية: “نبيل معلول لم يقنعني بأدائه مع المنتخب، ولن أسمح له بخداعنا، ولا يحق له المطالبة ب4000 يورو، كمكافأة انتصارين على غوام ومالديف”.
وسط تلك الأجواء، سجل غياب تام لاتحاد كرة القدم، المعني الأول بملف المنتخب، فلم يصدر عن الاتحاد أي بيان، يوضح على الأقل مصير المدرب التونسي، أو يعلن فيه أنه تبلغ باستقالته.
وبعد ساعات من إعلان جل لاعبي منتخب سوريا، أنهم: “ضحايا صراعات” من خلال منشور موحد عبر “فيسبوك”، ظهر لاعبو المنتخب وهم يضحكون عبر صفحة اتحاد كرة القدم الرسمية، خلال تكريمهم من قبل القنصلية السورية في دبي.
وكان الموقف الوحيد المعلن بعد هزيمة الصين من قبل مسؤولي كرة القدم السورية، ما قاله رئيس اتحاد كرة القدم، العميد حاتم الغايب، من خلال صفحة الاتحاد الرسمية، حول “شكره للاعبين على الانتصارات، وضرورة نسيان هزيمة الصين”.
واكتفت صفحة الاتحاد الرسمية، الناطقة باسم اتحاد كرة القدم، وقبل إعلان المعلول رحيله، بالإعلان عن أن: “الاتحاد سيوضح خطة تحضير المنتخب للمرحلة المقبلة، والاجراءات التي سيتخذها، خلال الأيام القليلة القادمة”، لتعود وتغطي تمارين منتخب سوريا الأولمبي.
ولاحقا، قال عضو اتحاد كرة القدم، عبد الرحمن الخطيب، في حديث إذاعي، يوم الخميس، إنه “شعر في بعض الأحيان، بأن المدرب نبيل معلول، هو الرئيس الفعلي لاتحاد كرة القدم”.
وحاول تلفزيون الخبر، التواصل مع مدير المنتخب، وعضو اتحاد كرة القدم، عبد القادر كردغلي، لاستيضاح موقف اتحاد الكرة الرسمي، مما يحصل في ملف المنتخب الأول، بعد أكثر من 24 ساعة من الهزيمة أمام الصين، وبعد يوم حافل من التصريحات والمواقف بين معلا والمعلول، انتهى باستقالة الرجل التونسي.
ولم يجب الكابتن عبد القادر كردغلي على اتصال تلفزيون الخبر به، والذي حاولنا من خلاله سؤاله عن عدة قضايا جدلية تهم المنتخب الأول، ويرغب جزء من الشارع الكروي في سوريا بالاطلاع عليها.
ويسأل سوريون بداية عن سبب غياب اتحاد كرة القدم حتى الآن عن توضيح ما يحصل في المنتخب، لناحية استقالة المدرب، ورأيه فيها، إن كان يدعم المعلول ويسعى للحفاظ عليه، أم يتفهم رغبته، أم يرفض مواقفه برمتها، سواء من موضوع الرواتب، التي سينالها لاحقا، أو من رئيس المنظمة فراس معلا، أو من ما يقوله حول خلاف بينهم وبين الاتحاد الرياضي؟.
ويرغب متابعو منتخب سوريا ومناصروه، بالحصول على جواب شاف من اتحاد كرة القدم، حول لماذا تساهل الاتحاد مع المعلول في موضوع إقامته خارج البلاد، وإدارة ملف منتخب سوريا عن بعد، حتى ظهر المنتخب نتيجة ذلك بصورة سيئة لناحية الأداء، في سبع مباريات قاد المعلول فيها منتخب سوريا؟.
كذلك، يريد المتابعون الاطلاع حول الأسباب التي دفعت اتحاد كرة القدم، للقبول ببند في عقد المعلول، ينص على حصوله على حوالي 80 ألف يورو، بمجرد الانتصار على مالديف أو غوام، كمكافأة تأهل منتخب سوريا لكأس آسيا 2023، والتي كان المنتخب متأهلا إليها بنسبة 99% قبل مجيء المعلول، بفعل 5 انتصارات سابقة مع المدرب فجر إبراهيم.
ويطرح المتابعون سؤالا حول موضوع رواتب المدرب نبيل معلول، والتي يستحقها بصفته مسؤولا عن عمل محدد، لكن كيف قبل اتحاد كرة القدم بتعيين مدرب، غير قادر على أن يؤمن له رواتبه في موعدها؟ ولماذا لم يعتذر اتحاد الكرة من المعلول، عندما أدرك صعوبة تأمين تلك الرواتب، وذهب مبكرا للبحث عن خيار يناسب إمكانيات الكرة السورية المادية؟.
وبالتطرق لرواتب المعلول، والتي سيحصل عليها ككتلة كاملة، بمجرد الشكوى على اتحاد كرة القدم، لدى “الفيفا”، أي أنه ورغم عدم حصوله على مستحقاته بشكل شهري، إلا أنه سينال حقوقه كاملة دون نقصان، يتساءل المتابعون عن نقطة أساسية طرحها المعلول في تصريحاته الأخيرة.
وذكر المعلول أنه أبلغ اتحاد كرة القدم منذ الشهر الثالث في العام 2021، بأنه لا يرغب في مواصلة عمله، بسبب مرور عام كامل، دون أن يقبض راتبه، فلماذا تمسك اتحاد الكرة بالمعلول بعد ذلك مدة ثلاثة أشهر كاملة، ليراكم على نفسه مستحقات إضافية، كان بالإمكان تلافيها، طالما اتحاد الكرة يعجز عن إيجاد حل لمعضلة الأموال المجمدة؟.
ولماذا بقي المعلول بعد ذلك الموقف، حتى انتصر على المالديف وغوام، واستحق مبلغ المكافأة ذات ال80 ألف يورو أو أكثر بقليل، اذ كان بالإمكان توفير رواتب 3 شهور ومبلغ المكافأة، بقبول الاستقالة، والبحث عن كادر آخر، لنكسب وقتا إضافيا بالتحضير للتصفيات الحاسمة، بشكل صحيح؟.
ويرغب المتابعون من اتحاد الكرة، أن يخرج ويطمئنهم، بأن الشكوى التي يعتزم المدرب نبيل معلول تقديمها، للحصول على مستحقاته، لن تؤثر على مسار الكرة السورية، في التصفيات الآسيوية، وألا نصل لمرحلة قد نجد فيها أنفسنا، مجمدين من قبل “الفيفا”، بسبب مستحقات المعلول.
واليوم، نحن أمام ما يقال عن بنود مسربة من عقد الاتحاد مع معلول، فكيف سربت؟وهل هي دقيقة أم لا؟ وفي حال صحتها، لماذا لم يلزم الاتحاد المعلول ببعض البنود؟ ولماذا رضي ببعضها الآخر؟ وما رأيهم فيما يقال حول أن مساعدي المعلول، قبضوا رواتب سنة 2020 بالكامل، على عكس ما يصرح به المعلول؟.
ويتمنى المتابعون أن يجدوا جوابا شافيا حول تلك الصراعات، التي يبدو أنها كانت تسود أروقة الاتحاد، والتي دفعت أحد أعضائه، للتصريح بأنه كان يشعر بأن المعلول هو رئيس الاتحاد الفعلي أحيانا، وبعد ذلك توجه إلى مجلس الشعب، لإثارة قضية تصريحات المعلول الأخيرة.
كل تلك الملفات، تحتاج من اتحاد كرة القدم مزيدا من الشفافية، ومزيدا من التوضيح، كي لا نكون أمام بيئة خصبة للإشاعات، وكي نكون أمام اتحاد شجاع، يعترف بخطأه حال وروده، خاصة وأننا أمام قرابة سنة ونصف من هدر الوقت في موضوع إعداد المنتخب، انتهت بظهوره بصورة غير مرضية، بحسب رأي معظم النقاد.
وختاما، فإن تلك المرحلة السابقة، بحلوها ومرها، بفشلها ونجاحها، يتحمل وزرها الجميع، من اتحاد، ومدرب، وكوادر، ولاعبين، ولابد من الوقوف على تلك الأخطاء، والاعتراف بها، والعمل على حلها، ومواجهة تلك الصعوبات، وليس التهرب منها.
تلفزيون الخبر