حمص: أبنية مهدمة وأخرى آيلة للسقوط تنتظر الحل
مرّت عودة الحياة إلى مدينة حمص بعدة مراحل خلال الأزمة، كان أولها خروج المسلحين من حي بابا عمر العام 2012، وثانيها بعد عامين حيث خرج القسم الأكبر منهم من أحياء حمص القديمة، لينتهي وجودهم بالخروج من حي الوعر، لتصبح حمص خالية من المسلحين.
ومع خروجهم، بدأت عودة أهالي تلك الاحياء بنسبٍ متفاوتة مرتبطة بحجم ما دُمّر وما تبقى من اساسيات الحياة، ليجد بعض العائدين أنفسهم تحت خطر الأبنية المتضررة كلياً أو جزئياً.
تقول هبة، وهي من أهالي حي باب سباع، لتلفزيون الخبر ” هرِبنا بداية الحرب من الحي الذي انطلقت منه الأحداث، ولم نعد إليه حتى انتهاء الاعمال العسكرية لنجد منزلنا قد تضرر جزئياً”.
وتضيف “رمّمنا ما نستطيع وعُدنا للسكن، لكن الأبنية المحاذية للشارع العام عند مدخل الحي تثير الخوف كونها متضررة بشكل كبير رغم قربها من الشارع دون أي تحرك من الجهات المعنية” .
سيدة في الخمسين من عمرها من سكان حي الحميدية تقول “بعض الأبنية الكبيرة متضررة حيث تشكل قضبان الحديد الظاهرة والركام المتناثر خطراً على المارة خصوصاً في الشتاء مع ازدياد سرعة الرياح” .
محمود من سكان جورة الشياح يشير إلى أن “الضرر لحق بمعظم الحي وتبقى عدد قليل من الابنية الصالحة للسكن”، متسائلا “خرج المسلحون منذ أربعة أعوام فلماذا لم تبدأ إعادة الإعمار وتعويضنا أو ترميم ما يمكن حسب الإمكانات المتاحة؟”.
ايهاب، وهو محامي، يعتبر خلال حديثه أن ما يجري هو “تقصير وترهل”، موضحاً أنه يجب إزالة الابنية المهددة بالسقوط وإزالة الشرفات المتضررة القريبة من الشوارع كونها تشكل خطراً كبيراً.
ويتابع “من الضروري إنارة الطرقات وتنظيفها، وترحيل الانقاض المنتشرة في كل مكان والتي تعيق الحركة، لتشجيع الاهالي المترددين بالعودة”.
أبو أحمد، وهو سائق ميكروباص (سيرفيس) يعمل على خط الزهراء- تربية، يصف عمله اليومي بالسير في “حقل الغام طائر”، ويتابع “تشعر لوهلة ان بعض الأبنية المنتشرة على جاني الطريق قد تسقط على السيارات و المارة في أية لحظة عند هبوب الرياح” .
من جهته، قال المهندس عبدالله البواب رئيس مجلس مدينة حمص إن “العمل المناط بالمجلس كبير جدا كون محافظة حمص تعرضت للإرهاب مبكرا وتعرضت الكثير من أحيائها للتخريب والتدمير، فكان العمل كبيرا لتأهيل الاحياء وعودة الاهالي إلى منازلهم”.
وتابع البواب “عملنا على إزالة الابنية الخطرة وتجهيز الأحياء وتعبيد الطرقات بعد التواصل والتنسيق مع كل المؤسسات الخدمية إضافة للعمل على التنظيم العمراني كالقصور والقراييص وطريق حماه ومنحنا إضافات طابقية لتشجيع السكان على العودة”.
ورأى رئيس مجلس مدينة حمص أن “أهم عنصر في بدء إعادة الاعمار وترخيص اي بناء هو وجود 75% من مالكي البناء وهنا تكمن المشكلة بغياب الكثير من أهالي حمص”.
وأضاف ” الظروف الاقتصادية الصعبة والإجراءات أحادية الجانب المفروضة من قبل الغرب قد أثرت على إعادة الاعمار، مع نقص المحروقات وعدد من الصعوبات الاخرى كما أننا نعمل وفق اولويات محددة”.
وعن الابنية الآيلة للسقوط أوضح البواب أن “المجلس لايسمح ببقاء السكان في أبنية خطيرة وعمل على إزالة الخطورة من تلك الابنية بنسبة 70-80% من معظم المحاور الرئيسية في المدينة لكن العمل المطلوب كبير جدا وفق الظروف الحالية”.
بدوره، ذكر محافظ حمص المهندس بسام بارسيك أن “المحافظة بدأت بإزالة بعض الابنية الآيلة للسقوط منتصف العام الماضي، ونسبة تنفيذ ما خطط له بلغ 90% الا أنه جزء من المخطط العام لأن العملية تحتاج الى موارد مالية وقدرات فنية، فلا يمكن الحديث عن بدء إعادة الاعمار دون إزالة هذه الأبنية” .
وتابع محافظ حمص لتلفزيون الخبر “بالإضافة للموازنة الحكومية المخصصة نعمل على التواصل مع المنظمات الدولية التي استطعنا مع دعمها إزالة عدد كبير من الابنية إلا أن وباء كورونا أثر سلبا بانخفاض المساعدات المقدمة الى المحافظة” .
وأضاف” نعمل على موضوع قيد الدراسة وهو تقديم حوافز للمواطنين لإزالة الأبنية المهدمة وبناء أبنية جديدة، كالسماح ببناء طوابق اضافية وتغيير الصفة من سكني إلى تجاري شرط إعمار المناطق المهدمة والسماح للقطاع الخاص بالمشاركة في اعادة الاعمار”.
الجدير بالذكر أن آلاف الابنية في حمص تعرضت للدمار الكلي أو الجزئي لاسيما في المدينة القديمة، وغيرها من الأحياء، معظم سكانها كانوا قد فروا من المعارك الى محافظات أخرى أو الى لبنان المجاورة.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر _ حمص