“الأنامل البيضاء”.. فريق شبابي لإنقاذ الحيونات في حمص
رغم سنوات الحرب الطويلة التي خلفت الدمار والأسى في مختلف مناحي الحياة، وأثقلت كاهل المواطن السوري، حتى أنهكته، إلا أنها لم تستطع أن تقتل الرحمة في قلوب مجموعة ن الشبان في مدينة حمص الذين أخذوا على عاتقهم رعاية القطط المريضة، والضعيفة.
حيث انطلقت آية بكّور، شابة حمصية من سكان حي الخالدية و البالغة من العمر 20 عاما، وأصدقاءها للعمل على مشروع إنساني صرف، يتلخص بمساعدة ورعاية القطط المصابة بالشلل إضافة للحالات المستعصية التي تتطلب رعاية خاصة .
وتقول آية لتلفزيون الخبر ” بدأت قصتي مع القطط منذ خمسة أعوام، عندما عدت الى منزلي لأجد قطة مصابة بشكل بليغ في فكّها فقمت بمساعدتها دون أي تفكير، ولم يخطر لي بدايةً أن يتحول منزلي إلى مشفى صغير لرعايتها.”
وأضافت آية “خلال فترة عنايتي بتلك القطة بدأت أشعر أن فكرة العناية بالقطط المريضة والضعيفة بدأت تأخذ كل تفكيري، فقررت الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي وتكوين فريق من الشباب المهتمين بحماية القطط والحيوانات بشكل عام”.
تابعت آية” بدأ فريقنا الذي أطلقنا عليه اسم “الأنامل البيضاء لإنقاذ الحيوانات الشاردة” بعدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، ثم توسعنا وشمل عملنا كل مدينة حمص حتى بلغنا 30 شابا وفتاة يقومون بالعمل تطوعا دون تلقي أي مبلغ مالي” .
وأكدّت بكور ” أن الفريق مدرب على القيام بالإسعافات السريعة ومعالجة الحالات الخفيفة كالفطور والجروح، بينما تبقى الحالات المستعصية في منزلي، حيث بلغ عدد الحالات التي أنقذها فريقنا 183 حالة موثقة “.
وأضافت بكور” لا نملك ميزانية للعمل ونشتري كل ما يلزمنا على نفقتنا الخاصة كما لا نقبل أي مبلغ مادي لأن هدفنا إنساني، إلا أننا نرحب بأي مساهمة غذائية او دوائية للقطط”.
وأشارت آية إلى أنه” في العمليات الجراحية يساعدنا الطبيب البيطري فراس الزعبي بشكل مجاني وعلى نفقته الخاصة، العمل الذي يقوم به منذ 15 عاما تجاه كل الحيوانات المشردة لتبقى حاجتنا تكمن في موضوع الأدوية وما نحتاجه من خوافض الحرارة وشراب الرشح وقاطع النزيف والبروفين ” .
وأضافت ” لا أشجع فكرة الملاجئ والاعتماد عليها فهي ليست المكان الطبيعي للقطط، بل يجب أن تعيش بيننا دون خوف من أذى الناس”.
وأضافت “لا نعطي أي قطة بشكل عشوائي عند طلب أحدهم لتبنيها، بل نضع شروط معينة، أهمها حب العائلة للقطة وإمكانية زيارتنا لها و الاطمئنان عليها” .
وبينت بكور” رفضت عائلتي الموضوع بداية، لكنها بدأت تتقبلها لاحقاً عندما بدأت تلاحظ التغير والتحسن في الحالات المرضية للقطط، كما تقف الى جانبي عند وفاة إحدى القطط كوني أدخل في حالة حزن كبير قد تمتد لأسبوع كامل “.
وأوضحت” أن الفريق يقوم أسبوعيا بحملة إطعام لقطط الشارع في مدينة حمص وفي أماكن تجمعها المعروفة خصوصا في الحدائق كما يقومون بنشاطات توعوية في عدد من المدارس لنشر ثقافة الرفق بالحيوانات حيث قمنا بتعريف الاطفال على مختلف الحيوانات وطريقة التعامل معها بإنسانية ووجدنا تفاعلا كبيرا منهم “.
وختمت آية” اشعر بالفرحة عند دخولي للحي حيث تستقبلني كل القطط الموجودة وترافقني عند خروجي وعودتي.
وأضافت “أمنيتي الوحيدة هي انتشار ثقافة الرحمة في مجتمعنا، فهذا ما يفرضه الدين والاخلاق والانسانية وأن يوضع قانون لحماية الحيوانات، فهي أرواح خلقها الله لتعيش بيننا لا أن يتم تعذيبها لمجرد التسلية”.
تلفزيون الخبر_حمص