وفاة الموسيقي السوري كمال بلان في موسكو إثر إصابته بفيروس كورونا
غيّب الموت الموسيقي السوري كمال بلان عن عمر ناهز الـ67 عاماً، إثر مضاعفات إصابته بفيروس كورونا، 16 نيسان الجاري، بعد رحلة فنية غنية نال فيها جوائز دولية وحقق حضوراً لافتاً للموسيقا العربية على المسارح ومع الفرق الفنية في جمهورية روسيا الاتحادية.
الفنان الراحل من مواليد السويداء عام 1953، وهو ابن أخ الفنان الراحل فهد بلان، حصل على إجازة جامعية وماجستير في الهندسة المدنية من الاتحاد السوفييتي السابق ولكنه لم يعمل طويلاً في تخصصه العلمي إذ جذبه ولعه بالموسيقا.
وشارك بلان في تأسيس فرقة الدرب، التي غنت لشعراء المقاومة مثل محمود درويش وسميح القاسم وغيرهما، ومن القصائد التي لحنها بلان “أموت اشتياقاً”، “سأقاوم”، “ولأجمل ضفة أمشي”.
ثم أسس فرقة موسيقية شرقية في روسيا عزفت في أماكن عامة، ثم شكل بالتعاون مع عازف البيانو أنطوان بوكانوف والمغنية أوليا إيسنا فرقة سيمفونية تصدرها العود عزفت ألحانه الخاصة منها مقطوعات أندلسية وتانغو وفرح إضافة إلى أعمال تراثية كموشح “لما بدا يتثنى” وغيرها.
وكان بلان أول من أدخل العود إلى صالة تشايكوفسكي الشهيرة في موسكو، حيث شارك بلان كممثل في عروض فنية روسية مسرحية وسينمائية، فقد مثل في مسرح الأمم في موسكو مدخلا آلة العود للموسيقى التصويرية في مسرحية “الأحلام الملونة للحمار الأبيض”.
كما أنه تعاقد مع مسرح تيريزا دوروفا لتأدية الأدوار وعزف الموسيقى مع فرقة المسرح، وآخر أعماله في مسرح دوروفا كان في مسرحية “علاء الدين والمصباح السحري” حيث صدحت الموسيقى السورية الفلكلورية لأول مرة على خشبة هذا المسرح.
كما مثل بلان في عدة أفلام ومسلسلات روسية بأدوار راوحت بين البسيطة والجادة، ومن هذه الأفلام والمسلسلات: مسلسل “الوطن” من إخراج بافيل لونغين، وفيلم سينمائي بعنوان “عامل البار” عرض على الشاشة الروسية الكبيرة.
وألّف بلان الموسيقا التصويرية للعديد من الأفلام ونال عددا من الجوائز، آخرها الجائزة الثانية في المسابقة العالمية للتلحين والعزف في معهد يلينا غنيسينا بموسكو.
وشارك بلان في الموسيقى التصويرية لثلاثة أفلام روسية وهي “الفصيلة التاسعة”، و”لعبة التبييت التركية”، و”الغرباء” الفيلم الروسي الأمريكي المصري المشترك.
وأنشأ بلان مدرسة للرقص الشرقي يقوم فيها بتعليم الفتيات على تمييز الموسيقى وعلى الرقص المسرحي، وقدم في مجال الرقص العديد من المسرحيات في عدد من مسارح موسكو مثل مسرحية “لترقص الروح” على مسرح نازاروف، ومسرحية “سفينة نوح” على خشبة مسرح جيغارخانيان.
وألف بلان عددا من الأغاني أغلبها من كلماته وتلحينه منها ملحمة “حزنت دمشق”، “جبينك عالي يا سوريا”، “طير يا حمام”، و”أوعا تنام أوعا تنام أنت بجنة أهل الشام”.
أما آخر نشاطات الراحل فكانت إقامة فعالية ثقافية وفنية بالاشتراك مع مدرسة السلك الدبلوماسي العسكري الروسي للكاديت في موسكو وقدم فيها أغنية مهداة للجيش العربي السوري من ألحانه إلى جانب إحيائه خمس حفلات فنية وثقافية بعنوان سورية مهد الحضارات.
تلفزيون الخبر