“لعنة التقنين” تصل إلى “أمبيرات” حلب
اعتاد المواطن السوري طيلة سنوات الحرب على برامج التقنين مختلفة الشدة للتيار الكهربائي التي تظهر بين الحين والآخر بما أصبح جزءاً أساسياً من حياتهم اليومية.
ولا سيما أهالي حلب الذين عاشوا لسنوات عديدة في شبه انعدام للكهرباء، لتنتقل “لعنة” التقنين حالياً إلى مولدات “الأمبيرات” حتى، التي يعتبرها العدد الأكبر من أهالي الشهباء وسيلة أساسية لتأمين الكهرباء.
وعلى غرار الكهرباء النظامية، شهدت أغلب مولدات “الأمبيرات” في حلب تقنيناً لعملها تمثل بانخفاض ساعات التشغيل بحوالي 3 – 4 ساعات.
وتقتصر ساعات تشغيل المولدات في معظم الأحياء على 5-6 ساعات فقط، ليعود مشهد سنوات الحرب التي كانت فيها المدينة خارج تغطية الكهرباء بشكل شبه كامل.
وذلك مع التقنين الشديد الذي تشهده حلب حالياً للتيار النظامي الذي وصل على أشده إلى 10 ساعات انقطاع مقابل ساعة تشغيل واحدة فقط.
وفي حال “تحسن” وضع التقنين الكهربائي في حلب ببعض الأحيان، تصبح ساعة التشغيل واحدة فقط مقابل 5 إلى 7 ساعات انقطاع، دون الإشارة إلى الأعطال الطارئة التي تحدث خلال ساعة الوصل تلك.
ويبرر أصحاب مولدات “الأمبيرات” اضطرارهم لتخفيض ساعات عمل مولداتهم بهذا الشكل لأزمة المحروقات التي تشهدها المدينة والبلاد بشكل عام، مشيرين إلى أن صعوبات كبيرة تواجههم لتأمين مادة المازوت اللازمة لتشغيل المولدات، بسبب عدم توفرها.
ولم يخف بعض أصحاب المولدات تخوفاتهم من أن استمرار الوضع بهذا الشكل يمكن أن يؤدي لتوقف عمل نسبة كبيرة من مولدات “الأمبيرات” خلال الفترة القادمة جراء عدم توفر المادة، منوهين بأن مشكلة المازوت لم تعد بسعره إن كان مرتفعاً أم لا، بل أصبحت بتوفره من عدمه.
وما يجعل القطاع الكهربائي في مدينة حلب المتضرر الأكبر من أزمة المحروقات هذه، هو أن الاعتماد الأكبر منذ سنوات في تأمين تيار كهربائي مستقر ومفيد بشكل ما هو على مولدات الأمبيرات، في ظل التقنين الكهربائي الشديد المفروض على المدينة.
ويأتي هذا الوضع الكهربائي السيئ من كلا جانبي مولدات “الأمبيرات” والكهرباء النظامية في الوقت الذي يطرق به شهر رمضان الأبواب، وسط تساؤلات وقلق مما ستشهده مدينة حلب خلال هذا الشهر من غياب شبه كامل للكهرباء يمكن أن يعودها لذات الظلام الذي خيم عليها خلال سنوات الحرب.
يذكر أن مشهداً مألوفاً عاد ليظهر في حلب، مذكراً بأولى سنوات الحرب والحصار عندما أصبح اعتماد السكان لتأمين الكهرباء قائم على المولدات الصغيرة التي عادت للظهور حالياً
وكأن الشهباء تعود في زمن إلى الوراء، علماً أنه حتى استخدام تلك المولدات يصطدم بصعوبات تأمين مادة البنزين لتشغيلها.
وفا معقل أميري – تلفزيون الخبر