بابور الكاز (البريموس) وحكاية الذكريات
يعد بابور الكاز (البريموس) حكاية إلى الآن يتداولها من عاصره واستعمله من سكان اللاذقية.
وتقول الروايات أنه من حوالي المئة عام تم اختراع بابور الكاز «البريموس» وقد أطلق عليه هذا الاسم «بريموس» نسبة إلى إسم بلدة في السويد اشتهرت بأنها أول من قام بصنع بابور الكاز في العالم.
وانتشر البابور بين الناس بالقرى في اللاذقية في فترة الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينات حيث كان ينظر إليه كجهاز تكنولوجي متقدم،لأنه أراح العديد من الناس من عناء إشعال نار الحطب ورائحة الدخان.
وبابور الكاز تُلفظ بالعاميّة وابور الكاز، أو بُّبوُر الكاز هو جهاز صغير منزلي نقّال للطبخ أو للتسخين يعمل بوقود (الزيت الكاز) المندفع من حاوية نحاسيّة شبه كرويّة في أسفله عبر (فالة) دقيقة الثقب بعد ضغط الهواء فيه بواسطة مِكبس في رأسه حاصرة من المطاّط تُعرف بالجِلِدة.
وترتفع حول البابور ثلاثة قوائم من الحديد تنعطف نهاياتها العلوية بزاوية قائمة باتجاه المركز لتُشكّل منصباً ترتاح فوقه طنجرة أو حِلَّة طعام أو تنكة ماء أو أبريق شاي ،وكان تصليح البابور لا يتعدى استبدال الفالة ، والجلدة عند اهترائها. وينكش ثقب الفالة بنكّاشة كلما سدت والنكّاشة عبارة عن مبسّطة من التنك في رأسها قضيب دقيق من المعدن قطره يتناسب مع قطر ثقب الفالة .
وتقول الخالة أم غيث لتلفزيون الخبر: بأن بابور الكاز كانت له ذكريات جميلة في قريتنا فبرغم بساطته إلا أنه تقوم على عاتقه معظم الأعمال من طبخ وغسيل وتسخين ماء للاستحمام.
وكانت أجمل اللحظات مع البابور عند قدوم ضيف لدينا، حيث كنا نذبح الدجاج الحي الموجود لدينا ،لأنه لم يكن على أيامنا محلات بيع الفروج ونشعل البابور ونضع عليه الماء حتى يسخن، ثم نقوم بتغطيس الدجاجة فيه بريشها وبعد ذلك نبدأ بتنتيف الريش عنها، وبعد ذلك نبدأ بشلوطة الدجاج على البابور قبل طهيه، تحضيراً لعمل البرغل بحمص والمقلوبة وكانت تلك الأيام أيام خير وبركة.
أما الخالة أم قيس فتقول: سقى الله تلك الأيام كانت أيام خير وبركة وكل شيء فيها كان جميل برغم الحياة البسيطة والظروف التي كنا نعيشها. وتضيف كان لا يخلو بيت من وجود بابور الكاز.
وتضيف الخالة أم قيس أذكر أن بابور الكاز كان يوضع من ضمن تجهيزات العروس، وتتابع كنا نستخدم البابور في التدفئة، حيث يقوم زوجي المرحوم أبو قيس بإشعاله في الشتاء ووضع غطاء علبة حديدية عليه بعد أن يقوم بثقب الغطاء عدة ثقوب وكنا أيضا نضع عليه في السهرة إبريق الشاي.
الجدير بالذكر لايزال البابور يستعمل في أيامنا من قبل بائعي الذرة والفول النابت والبليلة والبذر وغيرها والبعض يحتفظ بهذه كتحفة أثرية في منزله.
زياد علي سعيد _تلفزيون الخبر_اللاذقية.