العناوين الرئيسيةمجتمع

“بعيدٌ عن العين متربعٌ في القلب”.. كيف تقضي أمهات المغتربين عيد الأم؟

يطل عيد الأم في 21 آذار من كل عام، فتتزين له متاجر الورد والحلويات والهدايا، وتنتهز العائلات الفرصة للاجتماع، ويعلو صوت التلفاز والمذياع بأغنية فايزة أحمد الشهيرة “ست الحبايب يا حبيبة”.

وبينما ينتظر البعض هذا اليوم تنقبض قلوب آخرين، وتفتقد كل أم “قطعة القلب” الغائبة، وتشتد قساوة الغربة على من تواجد بعيداً عن والدته، فينضم فردٌ جديد للعائلات السورية، ويصبح أساسياً في جميع الاحتفالات، ألا وهو الانترنت، فلا وسيلة تقرب المسافات إلا هو.

وتقول “فتاة”، وهي والدة لشاب مغترب، لتلفزيون الخبر إن “يوم عيد الأم تحول بالنسبة لي من عيد وفرح إلى غصة، أتذكر كيف كنت أجتمع وأولادي سابقاً على مائدة واحدة، أما بهذه السنة فلن يكتمل عيدي بعد سفره، فلا يجمعنا الآن إلا شاشة الموبايل”.

وتتابع “فتاة”: “استيقظت هذا الصباح على رسالة نصية من ولدي المسافر، يعايدني متمنياً أن يكون بجانبي، كم وددت أن أحتضنه وأخبره أنه في قلبي دائماً”.

وقالت “وفاء”، وهي أيضاً والدة لشاب مغترب، لتلفزيون الخبر إن “عادات كثيرة اختلفت في عيد الأم هذا عن السنين الفائتة، فقديماً كنت أعد أشهى المأكولات وأحتفل وعائلتي سوياً، أما الآن أشعر بالنقص، فالاتصال عن بعد لا يكفي وأكثر ما أتمناه كهدية هو أن أرى ولدي في هذا اليوم”.

ولم تستطع “سلوى”، التي سافر ابنها قبل أسابيع من عيد الأم، أن تكمل اتصالها به إلا بالدموع، وتقول إنه “لا شيء يعزيها إلا أملها بالمستقبل الأفضل لولدها ولو كان بعيداً، واعتبرت وعود ابنها بالنجاح هي الهدية الأفضل”.

أما “بشرى” فاختارت أن تكون قوية لكي لا يشعر ابنها بالوحدة، وقالت: “سوف أعد أكثر الأشياء التي يحبها، وأتصل به مكالمة فيديو لكي يشعر أنه معنا وأن عيدي لن يكتمل بدونه، وأطمئنه أن قلب الأم ودعائها يرافق كل ابن ولو كان بعيداً”، مضيفةً “لازم ابقى قوية حتى قوّيه لأنه هو عيدي”.

ويقول “زين”، وهو مغترب منذ سنتين، إنه “مهما كان بعيداً يحاول أن يعوّض هذا البعد لوالدته، فطلب من أخته أن تجلب قالب حلوى وهدية وتقدمها لوالدته عوضاً عنه، وسيواصل الاتصال بها طوال اليوم لكي يعوض عن المسافات بينهم”.

وأثبتت لنا 10 سنوات من الحرب أنه لا يكفي يوم واحد للاحتفال بالأم السورية، التي مارست أمومتها على أكمل وجه، كما أثبتت تجارب المغتربين ومشاعرهم بهذا اليوم أن كل يومٍ نستيقظ به على رائحة قهوتها هو عيدٌ بالفعل.

زينة يوسف_ تلفزيون الخبر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى