“طاسة الرعبة”.. قصّة من ذّاكرة الجدات
كثير ما ترتبط عادات قديمة بحياتنا اليومية من دون أن نعرف أصل العادة أو سبب ممارستها، ومن هذه العادات التي ترجع إلى أزمنة غابرة ومازالت موجودة في ثقافتنا الشعبية ما تسمى “طاسة الرعبة”.
يقول السبعيني أحمد العبّاس لتلفزيون الخبر: تُعتبر “طاسة الرعبة” من قصص الذاكرة القديمة وهي إناء من النحاس الأصفر في وسطه نتوء بحيث تشبه النافورة في البيت الدمشقي”.
ويتابع العباس” يوضع في هذا الإناء ماء الشرب و بعض الحلوى مثل عدد من حبّات التمر أو زبيب العنب و يوضع الإناء في الهواء الطلق أي في فناء أو حديقة المنزل في وقت الليل إلى ما قبل شروق الشمس.
و يضيف العبّاس: “حينما يستيقظ الشخص مذعوراً مثلاً من كابوس رآه في نومه يتم سقيه من “طاسة الرعبة” لعلاج الهلع و تهدئة روع الخائف”.
و يكمل العبّاس: “غالباً ما يتم تزيين هذا الإناء بنقوش و كتابات دينية حيث حرص الكثير من الناس قديماً للذهاب إلى سوق النحّاسين لتحديد ما هي الكتابات الدينية التي يريدون من النحّاس نقشها على أطراف هذا الإناء”.
بينما يقول الأكاديمي سعيد السليمان لتلفزيون الخبر إن “تاريخ “طاسة الرعبة” غير معلوم و لكن يُقال إنه مرتبط بالطاس السحري في حضارة بلاد ما بين الرافدين و حضارة شعوب الهلال الخصيب وهو على علاقة بحسب ما تتحدث به الأساطير سابقاً بما يُسمى “الإله سين” إله القمر في الحضارة الآكادية حيث كان يوضع هذا الإناء ليلاً في ضوء القمر ليكتسب قدرته على علاج الخوف”.
و يتابع السليمان: تتعدد أسماء هذا الإناء في البلاد العربية فهو طاسة الرعبة في بلاد الشام و آنية الروع في البادية و المحو في العراق و “طاسة الخَضَّة” في مصر.
و يذكر السليمان: تحتفظ الجدّات بـ “طاسة الرعبة” في مكان مظلم وتلفّه بقطعة من “الخيش” أو القماش السميك و يضعون الطاسة بعد لفّها في الخزانة لإيمانهم بأنها يجب أن تكون في مكان معدوم الضوء، و قد تُستخدم لليلة واحدة ثم تعاد إلى مكانها المظلم بعد لفّها.
و ختم السليمان: حالياً قلّ كثيرا استخدام طاسة الرعبة في الوقت الراهن وبقيت تقال كمثال يُذكر على ألسن الناس عند خوف وهلع أحدهم من شيء ما حيث يُقال “هاتوا له طاسة الرعبة”.
حسن الحايك_تلفزيون الخبر