في تنبيه “غير لطيف”.. الاتصالات تقطع الانترنت عن مشتركين مسددين للفواتير في اللاذقية
لم يكن ينقص السوريين بعد ليلتهم العاصفة برفع أسعار البنزين والغاز، سوى أن يستفيق بعضهم في اليوم التالي على انقطاع في خدمات adsl التابعة للسورية للاتصالات.
ويأتي ذلك بعد أيام من التصريح “اللطيف” لماهر نشاوي مدير الفوترة في إدارة المعلوماتية في السورية للاتصالات لبرنامج “المختار” الذي يبث عبر “المدينة إف أم” وتلفزيون الخبر، والمتضمن أن “قطع الانترنت هو بمثابة تنبيه لطيف للمشتركين، لسداد ما عليهم من فواتير”.
وإن كان مبررا ربما أن تقطع الجهة المقدمة للخدمة خدماتها عند تأخر المشتركين عن السداد، فإن الغريب والمستغرب أن تقوم اتصالات اللاذقية بقطع الانترنت عن مشتركين سددوا ما عليهم من فواتير ومستحقات.
والمضحك المبكي في الأمر أن قطع الانترنت جاء بعد قيام بعض المشتركين بسداد ماعليهم من ذمم ومستحقات وفواتير، وليس قبل ذلك، كما كان “التنبيه اللطيف”، يقتضي.
ولجأت السورية للاتصالات مؤخرا لاعتماد نظام قطع الانترنت عن المشتركين بحال تأخرهم في سداد فواتير الأرضي، حيث اكتشف مدير التسويق في السورية للاتصالات فراس البدين في تصريحات لإذاعة “ميلودي” أن: “الكثير من الناس لايهمهم الهاتف، ولايدفع الفاتورة خلال المدة المحددة”.
وما بين تنبيه النشاوي “اللطيف” واكتشاف البدين الخطير، وجد سوريون في محافظة اللاذقية أنفسهم صباح يوم الثلاثاء بلا انترنت، رغم سداد ماعليهم، في “اهتمام كبير بهواتفهم” و دون الحاجة للتنبيه “اللطيف”.
وبدأ المتضررون رحلة البحث عن سبب المشكلة، فالخط الأرضي يعمل بشكل طبيعي، ولا خطوط مقطوعة ولا عواصف، وتوجه بعضهم لمراكز الاتصالات لمتابعة الأمر، والتحقق من أن الفواتير مدفوعة، أو أن البرنامج “أكلها عليهم”.
وأكد موظفو البريد أن الفواتير مدفوعة بشكل نظامي وبرنامج الدفع لم يلحظ أي تهرب من الدفع أو قطع للخط، “متهمين” الرواتر بالمسؤولية عن الانقطاع، أو”وجود مشكلة في إعدادات الانترنت”.
وبدأت رحلة البحث عن حل، والتحقق من سلامة إعدادات الانترنت، ولما كان كل شيء مثاليا، توجه المتضررون لتسجيل شكوى عبر الاتصال برقم الشكاوي 100.
وعندما تريد تسجيل شكوى انترنت يرد المجيب الآلي :”ستضطر للانتظار طويلا، لذا يرجى إعادة المحاولة”، في “عصلجة جديدة في طريق حل “القضية الانترنتية”.
وبعد محاولات عدة والتوجه لتسجيل شكوى هاتف بدلا من انتظار الرد على شكاوي الانترنت، أجابت الموظفة المسؤولة عن الرد بأن :”مشكلة انقطاع الانترنت سببها وجود خلل في البرنامج المعتمد للدفع لدى السورية للاتصالات”.
وتابعت الموظفة :”كل مشترك تأخر عن السداد إلى ما بعد 7 آذار، حتى ولو سدد ما عليه قبل تنبيهه بقطع الخط، يقوم البرنامج بقطع الخط عنه مؤقتا ثم يعود خلال فترة مابين ساعة إلى 48 ساعة، نتيجة خلل حالي في البرنامج”.
وبذلك نكون أمام واقع جديد، فلا اهتمامك بخط هاتفك سيقيك من انقطاع الانترنت، ولن تحتاج للتنبيه “اللطيف” لتستفيق و”الرواتر” “مافيه إلا تلت أضوية وما عاطي نت”، و”هتدفع يعني هتدفع، وحنقطع يعني حنقطع”.
وستعاني في ظل هذا الخلل البرمجي من الانقطاع سواء دفعت أم لم تدفع، وستكون مجبورا على التحول لخبير شبكات للبحث عن حلول لمشكلة الانقطاع (اللي بتقلك الاتصالات أول شي ما دخلنا فيها)، قبل أن يكشف لك القائمون على الاتصالات أن (كل الحق علينا، يلا هلأ بيتصلح)، وكأنك ضحية كاميرا خفية.
ورغم أن هذا الخلل لست سببا فيه، فإنك ستضطر للجلوس بلا انترنت لمدة قد تصل يومين كاملين، رغم انك مواطن ملتزم وتحترم الحقوق والواجبات، إلا بحال كنت محظوظا و حصلت على “دفشة” من أحد معارفك، وعاد النت بعد ساعات قليلة من انقطاعه.
يذكر أن السوريين يعانون أصلا عندما يتواجد الانترنت من بطئ الخدمة، وتقطعها، وعدم وصولها للسرعة الحقيقة المعلن عنها.
تلفزيون الخبر