العناوين الرئيسيةثقافة وفنفلسطين

بعد “حارس القدس” .. “باسل الخطيب” جنباً إلى جنب مع “أم هارون”!

إشارةُ تعجُّبٍ كبيرة ستتبادر إلى الأذهان، فور معرفة أن المخرج السوري الفلسطيني “باسل الخطيب” بعد مسلسله “حارس القدس” عن حياة المطران المقاوم “هيلاريون كبوشي”، صوَّر مسلسل “مارغريت” من بطولة “حياة الفهد” التي أدت العام الماضي بطولة مسلسل “أم هارون” الذي أثار ضجة عند ظهوره باعتباره يُطبِّع درامياً مع الكيان الصهيوني.

ويذخر تاريخ “حياة الفهد” بسقطات في الآراء والتصريحات الإعلامية التي هاجمت السوريين والفلسطينيين على حد سواء، وبالتالي فإن موقفها من التطبيع لم يكن خارجاً عن السياق.

ولا يمكن أمام هذا المشهد إلا أن تقفز إلى الأذهان عدة أسئلة، أبرزها حول الإغراءات الخليجية ، وهل من الممكن أن تصيب رجلاً بعراقة “الخطيب” بمقتل؟

وهل يمكن أن يكون الاشتراك بمثل هذا مجرد زلّة قدم مهنية ؟ وخاصة أنه حمل في طياته تغيُّراً في اتجاه البوصلة التي كانت تشير إلى فلسطين، سواء في “رسائل الحب والحرب” أو “أنا القدس” وانتهاءً بـ”حارس القدس”.

كيف لمن تبنّى درامياً الفكر المقاوم لـ”كبوشي”، ولمن رسَّخ صورة جميلة عن القدس في أذهان المشاهدين، أن يضع نفسه موضع الشك حول خيانة ذاته، وذاكرته، وتاريخه المهني، و”المذكرة الفلسطينية” لوالده الشاعر “يوسف الخطيب”؟

وحاول تلفزيون الخبر التواصل المخرج “الخطيب” بعد توقيع العقد مع شركة “الفهد” المنتجة، ونشر “بوستر” عمله الدرامي الجديد، لكنه لم يرد، وعلى مدى فترة طويلة.

ربما لا يكون باسل الخطيب ملزماً بالرد، أو توضيح موقفه لأكثر من اعتبار، لكن المخرج باسل الخطيب ملزم أمام تاريخه، أن “يتحدث” في زمن تسقط فيه دول بأكملها في مستنقع التطبيع، والتطبيع الثقافي والفني، بديهياً، أخطر بكثير من التطبيع السياسي الذي سقط في مصر، مثلاً.

وهنا مربط الفرس بالنسبة للمخرج “الخطيب”، يهمنا كسوريين وكفلسطينيين أن يقول لنا إنه لا فِصام بين فكره وممارسته، وأنه ليس هناك تناقضاً بين الصورة التي سعى طيلة حياته لترسيخها عن أنه مخرج فلسطيني يعشق القدس والقضية، وبين ما يفعله اليوم من فعل “تطبيعي” يربأ به كل من حمل القضية عن الوقوع فيه.

هل المشكلة مالية؟ وخاصة بعد الإشكالات المالية بين “الخطيب” و”المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني” منتجة “حارس القدس”، والتي تم حلُّها باستثناء قام به وزير الإعلام السوري بما يتعلق بأجور مخرج “عائد إلى حيفا”.

والسؤال الأهم على الإطلاق يبقى جوابه مفتوحاً حتى يوضح “الخطيب” موقفه، كيف لمن أخرج سيرة حياة المطران كبوشي، وكفاحه ضد الاحتلال، ودعمه للقضية الفلسطينية، ورفضه التطبيع، أن يقبل وقوف مُطبِّعة شرسة مع الكيان الصهيوني أمام كاميرته بدور البطولة وبصفتها المُتحكِّم الإنتاجي الأول والأخير؟

لين السعدي _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى