مسجد القبَّة.. ثاني أقدم جامع أثري في اللاذقية من الفترة الأيوبية
يقع مسجد القبة (الضحى حالياً) ، في الصليبة إلى الغرب من أعمدة باخوس، بحسب رئيس الدائرة الفنية هيثم مصري ورئيسة قسم الآثار الوقفية بشرى الريس في مديرية الأوقاف باللاذقية.
يعتقد أن هذا البناء هو الذي أشار إليه ابن بطلان بقوله :”وفيها _أي اللاذقية_ بيت كان للأصنام وهو اليوم كنيسة وكان في أول الإسلام مسجداً” وأن وجود القبة على البناء جعل الناس يطلقون عليه اسم مسجد القبة .
وكان عبارة عن هيكل (مصلى) لاتيني صغير حرره (صلاح الدين الأيوبي) عند تحرير اللاذقية من سيطرة الصليبين، ليتحول إلى مسجد القبة في الفترة نفسها مع جامع الأمشاطي الذي كان كنيسة لاتينية 584 هـ / 1188 م.
نظراً إلى الجدار الشرقي والغربي للجامع من الخارج نلاحظ عقد للهيكل في أعلى قوسه إشارة الصليب .
ويوجد على طرف الباب غرفة نذور صغيرة، وفي مواجهة الباب في الشرق نجد آثار لعقد المذبح (أيقونسطانس)، وعلى جانبي جداري المذبح بروزان حجريان متناظران لفصله عن المصلى، وعلى يسار المذبح غرفة صغيرة يظن أنها غرفة خدَّام الهيكل.
و للمصلى قبة واحدة بيزنطية الطراز، وعند نهاية عقد القبة ينتهي الهيكل، وأضيف المحراب بعد تحويل الهيكل إلى مسجد بزاوية انحراف صغيرة باتجاه القبلة.
وأضاف الفاتح الجديد مساحة صغيرة بعقدين صغيرين لتوسيع المسجد، وحديثاً ألحق الجناح الشمالي مع قبته بالمسجد عام (1425 هـ / 2005 م)، وسمّي الجامع (جامع الضحى).
وأما الوصف المعماري لهذا الجامع فطرأت عليه تغيرات كثيرة في الفترات اللاحقة ذهبت بملامحه الأصلية، ونلاحظ ذلك من نوعية الحجارة التي تختلف بأحجامها وشكلها
قد تم ضمها إلى صحن الجامع، وهذه الفسحة تؤدي بدورها إلى المدخل الرئيس للحرم وإلى المواضئ.
وبالنسبة لحرم الجامع هو صغير نسبياً وهو مستطيل الشكل مسقوف بقبة حجرية تتوسط البهو محمولة على عقود حجرية وجدار الحرم الجنوبي يتوسطه المحراب وهو حجري محفور ضمن الجدار يعلو قوساً حجرياً، ويبرز من الخارج
وأما المنبر فهو خشبي يتم الصعود إليه ببضع درجات.
وأما المحراب فعلى جانبيه يوجد نافذتان، يعلوهما قوس حجري، وتظهر سماكة الجدران بشكل واضح عند النوافذ ويزين الجدار كورنيشاً حجرياً.
و الجدار الشرقي: مؤلف من قسمين يتوسط كل قسم نافذة يعلوها قوس حجري، ينصفه عمود حجري ضخم تستند عليه القبة والعقود الحجرية .
الجدار الغربي: مماثل للجدار الشرقي أيضاً مقسوم إلى قسمين يتوسط كل منهما نافذة يعلوها قوس حجري ومقسوم في منتصفه بعمود حجري.
وأما الجدار الشمالي: وهو الجدار الفاصل بين حرم الجامع وصحن الجامع الذي تم ضمه للجامع، ويحوي الباب الرئيس للحرم وهو خشبي حديث الصنع وليس أثرياً .
وبالنسبة لصحن الجامع قد تم ضمه للحرم وتم تغطيته بقبة خضراء كبيرة ترتكز على نوافذ مربعة صغيرة من الزجاج الملون.
وبالنسبة للمئذنة،فهي حديثة البناء تم إضافتها مع القبة عندما تم ترميم المسجد سنة 2005م.
وواجهات المسجد: بسيطة حيث نلاحظ آثار قنطرتين في الواجهة الشرقية والغربية، كما يوجد نافذتان على شكل صليب، تؤكد استعمال كنيسة في وقت من الأوقات، أما الاّن فيستعمل كمسجد بعد أن تم ترميمه
ويعلو جميع الفتحات من أبواب ونوافذ زجاج ملون مزخرف بألوان زاهية وكتابات إسلامية.
الجدير بالذكر أن هذه المعلومات من إعداد لجنة الدراسات التاريخية والأثرية في مديرية أوقاف اللاذقية.
زياد علي سعيد_تلفزيون الخبر_اللاذقية