بيدٍ ونصف.. “أبو علي” سيد مين اشتغل باطون
يقضي العم يوسف زريقة “أبوعلي” معظم نهاراته تحت أشعة الشمس صيفاً والأمطار شتاءً، يشيّد الأبنية مع عمّاله ضمن ورشات يديرها بالرغم من فقدانه نصف ساعده وكفه في الذراع الأيسر.
“الحمد لله، معروف بأني أشطر معلم باطون بجبلة” يقول أبو علي لتلفزيون الخبر ويكمل: “بدأت كعامل في ورشات الباطون منذ 30 سنة، والآن لدي من ثلاثة لسبعة عمال ضمن ورشتي الخاصة”.
يضيف العم يوسف: “لا أعتبر فقداني لجزء من جسدي إعاقة، إنني أقضي ساعات طويلة بالعمل، أقوم بتركيب الأعمدة الخشبية لأصب الباطون فيها، وأقطع وأطوي الحديد وأحياناً لا أعود لمنزلي إلا في ساعات متأخرة من الليل”.
يعود أبو علي بذاكرته للسبعينات ويقول: “كان عمري تسع سنوات وكنت بالصف الثالث الابتدائي، يومها فقدت كف يد اليسرى مع نصف الساعد بسبب مخلفات حرب تشرين ووضعت نفسي بتحدٍ مع الحياة ونظرة المجتمع”.
رغم سنوات عمره الـ 52 ورحلة عمله الطويلة بين الأخشاب والحديد وأكياس الإسمنت لا تفارق وجهه الابتسامة المثقلة بهموم الحياة، يقول أبو علي: “لدي شابين أحدهما عسكري والأخر طالب جامعي في كلية الحقوق، وبنوتة صف عاشر، أشتغل ليل نهار ليعيش أولادي عيشة كريمة”.
يقول أحد أصدقاء أبو علي من قرية بسيسين في ريف جبلة، لتلفزيون الخبر: “يوسف” زميل الدراسة.. وكان يلعب حارس مرمى ولا أحد يستطيع أن يسجل هدفاً إلا ما ندر.. الله يعطيه العافية.
وختمَ: أبو علي “سيد مين” كبس مسمار بيدٍ واحدة الله يقويه.. القوة أن تحوّل مصيبتك لإنجاز.. وألا تستلم وتضعف.
شذى يوسف – تلفزيون الخبر – اللاذقية