قضية تسريب أسئلة “الامتحان الوطني” قيد التحقيق .. لماذا تتمسك وزارة التعليم العالي به ؟
كشف مركز “القياس والتقويم” التابع لوزارة التعليم العالي بأنه يجري تحقيقاً للتقصي وراء حقيقة تسريب أسئلة الامتحان الوطني، مع التحفظ الكامل على تفاصيل التحقيق.
ونشر المركز تنويهاً عبر حساباته الرسمية، قال فيه: “ينوه مركز القياس والتقويم بخصوص امتحان الصيدلة الموحد الجاري في 27 /2/2021 بشأن ما يتم تداوله على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، بأنه يجري استقصاء ومتابعة جميع الملابسات بالتنسيق مع وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الداخلية منذ 3/3 /2021”.
وأشار المركز إلى أنه سيجري الإعلان “بكل شفافية” عن نتائج التحقيقات فور صدورها، على حد تعبير البيان وأنه “سيتم إعلام الطلاب بالقرارات التي تتخذ بهذا الخصوص مع بداية الأسبوع القادم”.
إدارة المركز “تتحفظ”
تواصل تلفزيون الخبر، مع إدارة المركز، لمتابعة تفاصيل التحقيق، لكن المركز تحفظ على ذكر أي أمر يتعلق بالتحقيق، مشيراً إلى “عدم ضرورة نشر كل ما يتم العمل عليه على الإعلام”.
وأكد المركز “نحن على دراية بما تم نشره في تلفزيون الخبر، ومعلوماتنا ليس من الصحافة”.
وكان تلفزيون الخبر نشر، قبل يومين، تحقيقاً بعنوان “امتحان وطني “تفصيل” .. معيد في كلية الصيدلة يمنح طلاب “كورساته” الأسئلة تحت اسم “توقّعات”.
وتناول التحقيق قضية “توقع” معلن لأكثر من ٧٠ سؤالاً مع أجوبتها قبل ٢٤ ساعة من الامتحان المعياري الوطني لطلاب الصيدلة الذي تم يوم السبت 27 شباط 2021.
كما تناول التحقيق “نسبة نجاح طلاب الجامعات الخاصة عند تطبيق الامتحان المعياري والتي كانت تتراوح بين 8 إلى 10 % بينما ارتفعت في السنوات الأخيرة حتى تفوق طلاب الجامعات الخاصة مقارنة بطلاب الجامعات الحكومية”.
الطلاب “متحفظون” أيضاً ولكن على “الامتحان المعياري”
منذ تطبيق الامتحان المعياري على طلاب الاختصاصات الطبية والعمارة يتحفظ الطلاب عليه، ويصفونه بأنه “غير أكاديمي وغير منصف”.
وكان طلابٌ تواصلوا مع تلفزيون الخبر عقب عدة دورات امتحانية لاسيما الأخيرة منها، يقولون إن: “الامتحان لا يقيس مستوى الطلاب بشكل فعلي كما يجب أن يكون”.
ويعتبره البعض “عقبة في وجه المستقبل”، وأنه تم “اختراعه” لإضفاء نوع من “الشرعية” على بعض الجامعات الخاصة البعيدة بمستواها عن التعليم الحكومي.
وذكر الطلاب في صيف العام الماضي أن نتائج الاعتراضات التي يقدمها الطلاب لا يحصلون فيها على أي نتيجة.
وفي الوقت الذي تستنفر فيه كل دول العالم كوادرها الطبية، ينتظر الطبيب السوري نجاحه في الفحص الوطني، حتى يتمكن من مزاولة المهنة في وقت أحوج ما تكون البلاد له فيه.
حلقة مفقودة بين المركز والطلاب
لا يزال الطلاب يشتكون من آلية عمل مركز القياس والتقويم، والاعتبارات المرتبطة بالإمتحان الوطني، وطريقة التعامل مع تفاصيل الامتحان من آلية ونتائج وتوقيت واعتراض.
وفي ظل الأصوات الأكاديمية المنادية بإلغاء الامتحان الوطني، تتمسك وزارة التعليم العالي بالامتحان، دون توضيح الأسباب والتواصل بشكل مباشر وصريح مع الطلاب والتعريف عن آلية الامتحان سوى أنه “يقيم الطلاب والجامعات السورية”.
لين السعدي – تلفزيون الخبر