سيدة تتبرع بكامل مكتبتها للمركز الثقافي بدير الزور
تبرعت الأستاذة الجامعية الدكتورة انتصار المشهور إحدى سيدات ديرالزور بمكتبتها الخاصة والتي تضم مايقارب ٢٥٠٠ كتاب متنوع منها الثقافي والسياسي والاقتصادي وغيرها للمركز الثقافي بديرالزور.
وقال مدير المركز الثقافي بديرالزور أحمد العلي لتلفزيون الخبر :”بدأنا بتأسيس مكتبة وقاعة مطالعة في المقر الجديد للمركز الثقافي الذي قامت بتجهيزه منظمة UNDP، وحالياً يوجد لدينا ١١٦٠ عنواناً أي ما يقارب ٥٠٠٠كتاب”.
وبين العلي “كما تبرعت الدكتورة انتصار المشهور، وهي إحدى سيدات ديرالزور، بما يقارب ٢٥٠٠ كتاب منوع منها السياسي والاقتصادي وغيرها من الكتب النادرة لكتّاب ديرالزور”.
ومن جانبها، شرحت الدكتورة انتصار المشهور “قمتُ بالتبرع بمكتبتي الخاصة للمركز الثقافي بديرالزور، كون المكتبة التي كانت توجد في المركز تعرضت جميعها للحرق بشكل كامل من قبل المجموعات المسلحة”.
وتابعت “لذلك أردت أن أقوم بسد جزء من النقص لدى أبناء مدينتي وبالأخص طلاب الجامعات كونهم افتقدوا لجميع المراجع والكتب الخاصة بمشاريع التخرج، إضافة لتشجيع كل من يمتلك مكتبة ثمينة بالتبرع بها من أجل إرجاع مكتبة المركز كما كانت عليه في سنوات ما قبل الحرب”.
وبينت المشهور أن “المكتبة تضم كتباً أدبية وسياسية وتوثيقية وبحوثاً متنوعة لكبار المؤلفين، في العالم العربي والأجنبي ،وكذلك تضم أعداداً قديمة لمجلات متنوعة تعتبر مراجع لطلاب العلم ونهل المعرفة”.
وأضافت “كما يوجد في المكتبة مجموعة كتب قيمة لكتّاب ديرالزور العريقين مثل (عبد القادر عياش، أحمد شوحان، محمد الفراتي) والتي تعتبر هذه الكتب شبه منقرضة من محافظة ديرالزور”.
وأكملت “صنفت المكتبة إلى عدة اقسام منها (قسم السيرة الذاتية: ويضم مجموعة ضخمة من الكتب التوثيقية لشخصيات عالمية والبعض منها من تأليف شخصياتها مثل كتب (كفاحي لهتلر – ومذكراتي لجان بول سارتر – مذكرات حزب الله تأليف سماحة السيد حسن نصرالله).
إضافة إلى قسم القصة والرواية والذي يحوي روايات لكتاب عالميين عرب وأجانب أمثال (جان بول سارتر– وسيمون دي بوفوار – طه حسين -نجيب محفوظ – عبد السلام العجيلي – المنفلوطي وغيرهم)، وقسم البحوث الذي يضم مؤلفات سياسية واجتماعية وثائقية وأدبية قيمة جداً.
إضافة إلى قسم الكتب التخصصية لمادة الجغرافية لمعظم اختصاصاتها من ضمنها مؤلفاتي وأبحاثي الخاصة كوني حصلت على درجة أستاذة دكتورة في الجغرافية السياسية، إضافة للعديد من المجموعات الإحصائية الصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء ووزارة الزراعة والمديرية العامة للجمارك “.
وتابعت كما يوجد “قسم الشعر وبحوثه الذي يحتوي على دواوين لكبار الشعراء العرب أمثال (أحمد شوقي -المتنبي -المعلقات الفراتي – المعري وغيرهم الكثير)، إضافة إلى الكتب الغنية بأفكارها ومواضيعها وأسماء مؤلفيها”.
ومن جانب، آخر أكد العلي أنه “تم تفعيل ١١ مركزاً بمقرات مؤقتة ومجانية في مختلف القرى والبلدات بمحافظة ديرالزور”، مبيناً أنه “كان يوجد لدينا ٢٧ مقراً في محافظة ديرالزور ولكن جميعها خرجت عن الخدمة كمباني خلال سنوات الحرب كونها تعرضت للنهب والتخريب والحرق من قبل المجموعات المسلحة”.
ونوه العلي “أعدنا فرقة الفرات الموسيقية، إضافة لتخصيص قاعة من أجل أن تكون مسرحاً صغيراً، كوننا استطعنا تأسيس خشبة مسرح عن طريق المحافظة ولكنها لاتزال بحاجة للعديد من الاحتياجات لكي تصبح مجهزة بالشكل الأمثل”.
وأكمل “كما قمنا بتقديم مهرجان مسرح الطفل وشاركنا بمسرحية استمر تقديمها لمدة ٥ أيام متتالية”.
وبين العلي انه “تم تجهيز قاعة شاركنا فيها أيام السينما السورية في ديرالزور لأربعة أيام على التوالي، تم من خلالها عرض أربعة أفلام بعرض صباحي ومسائي، ولاقت هذه الفكرة قبولاً جيداً من قبل الأهالي، برغم أن القاعة ليست مجهزة بالشكل المطلوب لعدم توفر الإمكانيات اللازمة التجهيز”.
وأوضح العلي أنه “غابت السينما عن ديرالزور لأكثر من ١١عاماً وفي الفترة القريبة القادمة سنعيد جميع النشاطات في ثقافي ديرالزور من سينما ومسرح الطفل، وسنقوم بالتركيز على مسائل التراث وخاصة التراث اللامادي الغنائي والموسيقي لمنطقة الفرات، إضافة لإقامة الندوات عن الأسواق الشعبية والحرف التي كانت تشتهر بها المدينة”.
ولفت إلى أنه “قبل أن تقوم منظمة UNDP بتجهيز هذا المقر كنا موجودين في منزل صغير في حي الموظفين وهذا من أحد أهم الأسباب التي جعلتنا نبتعد عن تأسيس مكتبة أو إقامة مسرح أو أي شيء لضيق المكان وعدم توفر الإمكانيات اللازمة للتطوير”.
وتعتبر فكرة إعادة إقامة المكتبة العامة في مقر المركز الثقافي هي بمثابة خطوة تنموية لبناء الفكر والوعي لجيل الشباب ولجميع الأجيال التي افتقدت للكتاب في طيلة سنوات الأزمة وخاصة بعد خلو المدينة من أي منبر ثقافي أو مكتبة عامة”.
الجدير بالذكر أنه قبل تحرير مدينة ديرالزور قام مسلحو “داعش” بحرق مكتبة المركز الثقافي بشكل كامل.
علماً أن مكتبة المركز الثقافي بديرالزور كانت مكتبة ضخمة ومصنفة تصنيفاً علمياً وموضوعياً وتحتوي على ٥٠ألف عنوان أي مايقارب ٣٠٠ألف كتاب، إضافة لوجود قاعة للمطالعة مجهزة بكل ما تحتاجه الصالة من طاولات وكراسٍ وأجهزة صوت من أجل الاستماع للموسيقا الكلاسيكية أثناء القراءة، إذ كان يرتادها الباحثون وطلاب الجامعات من أجل تجهيز ملفات البحث الخاصة بمشاريع التخرج”.
حلا المشهور – تلفزيون الخبر – ديرالزور