الموسيقار سهيل عرفة.. تاريخ موسيقي حافل بالإبداع
رافقت ألحان الموسيقار الراحل سهيل عرفة أجيالاً عديدة إلى يومنا هذا، فمن منا لم يتراقص على ألحان أغنية “يا مال الشام” للمطرب صباح فخري، ولم يردد أغنية “صباح الخير يا وطناً”، والعديد من الأغنيات الخالدة في قلوبنا.
يعتبر الموسيقار الراحل سهيل عرفة أحد الملحنين العرب والسوريين الرواد في القرن العشرين، وأحد صناع الأغنية السورية المعاصرة، وصاحب تجربة متميزة في تقديم التراث واللون الشعبي بأصوات كبار الفنانين العرب.
تعلم “عرفة” الفن والموسيقا بمفرده، وشارك في الخمسينات من القرن الماضي في برنامج “ألوان” للمواهب على أثير إذاعة دمشق، ثم اعتُمد ملحناً في إذاعتي دمشق وبيروت وهو لا يزال في الخامسة والعشرين من العمر.
ويمتلك الموسيقار “عرفة” في رصيده أكثر من 1500 عملاً، حيث لحّن أول أغنية له في الإذاعة للمطرب الراحل فهد بلان هي أغنية “يا بطل الأحرار”، وثاني أغنية كانت للفنانة نجاح سلام.
وتوالت بعدها ألحان “عرفة” عبر أصوات الفنانين كوديع الصافي بأغنية “يا دنيا” و“عالبساطة” لصباح و”يا طيرة طيري” لشادية و”يا نهر الشام” لسميرة سعيد و”قالوا الأرض مدورة” للتونسي أحمد حمزة و”كيف حوالكم” لمروان محفوظ و”رفي بجناحك” لمروان حسام الدين و”صبر أيوب” لفؤاد غازي و”حلوة وذكية” لغسان ناجي، وعدة أغاني لابنته الفنانة أمل عرفة.
كما تألق “عرفة” في مجال الأغنية الوطنية ولاسيما عبر علاقته الفنية مع الشاعر الغنائي الراحل عيسى أيوب حيث قدما معا أغاني جميلة مثل “يا مهندس” و”شادي” و”من يوم ولدنا يا بلدنا” و”يا نهر الشام” و”يعطيك العافية يا بو العوافي” و”ودي المراكب عالمينا”.
وأصبح “عرفة” عام 1968 عضواً في نقابة الفنانين السوريين، ثم أصبح قائد الفرقة الموسيقية للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السورية في عام 1974، وكان أيضاً عضواً في جمعية الملحنين والمؤلفين الدوليين في باريس.
ساهم الموسيقار “عرفة” بإطلاق عدد من المطربين السوريين والعرب أمثال سميرة سعيد، سمير يزبك، عصمت رشيد، مروان حسام الدين، كما اكتشف بعضهم بنفسه كالفنانة أصالة نصري، والتي قدمها طفلة في أغنيات من ألحانه.
لامست ألحان “عرفة” قلوب ووجدان الآلاف ولاقت صدىً في العالم أجمع، حيث حازت أغنية “يا أطفال العالم” على جائزة الميدالية الذهبية في مهرجان “النقود الذهبية” في إيطاليا، وكرمته جامعة الدول العربية عام 1999 ومنحته لقب الموسيقار.
وكانت مسيرة “عرفة” الفنية الطويلة غنية بالجوائز وشهادات التكريم أهمها عندما منحه السيد الرئيس بشار الأسد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 2007.
كما حاز “عرفة” على جائزة أفضل لحن من مهرجان قرطاج للأغنية العربية عام 1994، والجائزة الفضية عن أغنية لو كنت شتاء في مهرجان القاهرة عام 1999.
وكُرّم “عرفة” في المجمع الموسيقي العربي في دمشق عام 2000، كمل حاز على الجائزة الذهبية للأغنية في المسابقة الثانية للأغنية الإذاعية لاتحاد إذاعات الدول العربية في الخرطوم بالسودان عام 2001، فضلاً عن تكريمه لعدة مرات من مهرجان الأغنية السورية ونقابة الفنانين ووزارة الإعلام.
توفي “عرفة” إثر صراع مع مرض عضال في 26 _ 5_ 2017 عن عمر ناهز 82 عاماً في دمشق، ونعاه العديد من الفنانين الكبار.
وكانت وزارة الثقافة أقامت أمسية تكريمية “تحية إلى الموسيقار عرفة” أحيتها الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بدار الأسد للثقافة والفنون في آذار 2018، احتفاءً بذكراه.
تلفزيون الخبر