“القشة.. الكرشات.. الكوارع”.. أكلة سورية يكاد ينساها السوريون
تتميز كل شعوب العالم بأكلاتها الشعبية التي تعود لآلاف السنين، حتى أصبحنا نشير إلى شعب معين من نوع الأطعمة التي يمتاز بها مثل: الكبة السورية، البهارات الهندية، السوشي الياباني والفول السوداني.
وللمطبخ العربي والشرقي نصيب كبير من هذه الأطعمة، وأكلة “الكرشات أو القشة أو الكوارع” هي إحدى المأكولات الشعبية والتقليدية التي يشتهر بها المطبخ السوري بشكل خاص.
وتعتبر “القشة” من الأطباق الدسمة بشكل كبير حيث تمتاز بمذاقها الشهير والقوي، لكنها تعتبر من الأطباق الصعبة والتي تحتاج إلى وقت طويل في التحضير.
وبعد تحليق أسعار كل شيء في الأسواق السورية، لم تتخلف “الكرشات أو القشة أو الكوارع” عن أخواتها بل تجاوزتها بالارتفاع الجنوني ليصل سعر كيلو السجقات ل 7500 ليرة.
ووصل سعر كيلو اللسانات في السوق إلى 11000ليرة, والكرشة 2000 ليرة, ورأس الخروف 7000 ليرة, والقدم الواحد (كراعين) 700 ليرة, الأمر الذي جعل المواطن يحلم بشرائها حيث أصبحت تكلفه نصف راتبه.
أكلة “الكرشات أو القشة أو الكوارع” قديمة تناقلت طريقة صناعتها الأمهات عن الجدات منذ مئات الأعوام، وعن هذه الأكلة تقول ربة المنزل أفين ابراهيم لتلفزيون الخبر “هذه الأكلة عشاقها كثر ويتوارثونها جيلاً عن جيل ويتفننون في طبخها والتلذذ بمذاقها العربي الأصيل”.
وتابعت ابراهيم أنها “أكلة ثقيلة ودسمة ويكثر الطلب عليها تحديداً في أيام البرد، وقليلة هي العائلات التي تقوم بإعدادها في المنازل هذه الأيام بسبب الغلاء الذي طالها ولما تحتاجها من جهد وتعب، وبصراحة من لم يأكلها لا يعرف طعم الأكل المميز”.
وعن طريقة تحضيرها أشارت ابراهيم إلى أن “هذه الأكلة تحتاج إلى عناية خاصة وتأن في طبخها حيث تحتاج إلى تنظيف جيد جداً، وقش (الزفرة) أي المادة الدسمة التي تخرج أثناء طبخها، خاصة أنها سميكة في هذه الأكلة، وهنا لابد من التركيز على ضرورة تناول هذه الوجبة ساخنة”.
وشرحت براهيم بعض أكلات “القشة” قائلةً “القباوة هي جزء من معدة الخاروف وجزء من القولون، أما السجقات فهي عبارة عن الأمعاء الغليظة للخاروف، في حين أن الكرشة هي ما تبقى من معدة الخاروف، أما المقادم فهو كراعين الخاروف أي (أرجله)”.
وفي دمشق يتفاخر أصحاب المطاعم الشعبية المشهورة بأكلات “القشة أو الكرشة” حيث كان يتزاحم الناس على أبوابهم ولاسيما في سوق الجزماتية في الميدان، وتؤكل “الكرشات والمقادم والرأس والنخاع” بالحبة على عكس “السجقات” التي يطلبها الزبون بالوزن لا بالعدد.
والجدير بالذكر أن تكلفة معيشة أسرة وسطية مكونة من 5 أشخاص تقطن في دمشق تصل إلى نحو 600 ألف ليرة سورية، في حين أن الدخل الشهري للموظف لا يتجاوز 60 ألف ليرة سورية.
فيرا العمر- تلفزيون الخبر