ما هو اضطراب تشوه الجسم ؟
يعرف اضطراب تشوه الجسم بأنه نوع من الأمراض العقلية المزمنة التي لا يمكن فيها للمريض التوقف عن التفكير في عيب بمظهره، وهو عيب بسيط أو متخيل، لكن بالنسبة له، يبدو مخجلاً لدرجة أنه لا يريد أن يراه أحد.
وقالت الدكتورة أمل عريج لتلفزيون الخبر “عندما تكون مصاباً باضطراب تشوه الجسم، فإنك تشعر بالقلق الشديد بشأن مظهرك وصورة جسدك، غالباً لساعات عديدة في اليوم، ويتسبب بضائقة كبيرة، ويؤثر هوسك على قدرتك على العمل في حياتك اليومية”.
وتابعت عريج “يمكنك البحث عن العديد من الإجراءات التجميلية أو ممارسة الرياضة بشكل مفرط لمحاولة إصلاح عيبك المتصور، لكنك لن تشعر بالرضا أبداً، كذلك يُعرف اضطراب تشوه الجسم أيضاً باسم (ديسمورفوفوبيا)، وهو الخوف من حدوث تشوه”.
وحول الأعراض تحدثت عريج “الانشغال بمظهرك الجسدي بالوعي الذاتي الشديد وكثرة الفحص لنفسك في المرآة أو تجنب المرايا تماماً، والإيمان القوي بأن لديك شذوذ أو عيب في مظهرك يجعلك قبيحاً، والاعتقاد بأن الآخرين ينتبهون بشكل خاص لمظهرك بطريقة سلبية”.
كذلك “تجنب المواقف الاجتماعية والشعور بالحاجة للبقاء في المنزل والحاجة إلى الطمأنة من الآخرين بشأن مظهرك وكثرة الإجراءات التجميلية بقليل من الرضا ومقارنة مظهرك بمظهر الآخرين”.
وأكملت عريج “ربما تكون مقتنعاً جداً بعيوبك المتصورة لدرجة أنك تتخيل شيئاً سلبياً في جسدك غير صحيح، بغض النظر عن مدى محاولة شخص ما إقناعك بخلاف ذلك، ومن مضاعفاته الخطيرة الميل للانتحار وفقد الثقة بالنفس”.
وعن الأسباب شرحت عريج “ربما تلعب التشوهات في بنية الدماغ أو الكيمياء العصبية دوراً في التسبب في اضطراب تشوه الجسم، عدا عن الجينات حيث تُظهر بعض الدراسات أن اضطراب تشوه الجسم أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعانون أيضاً من أفراد عائلاتهم البيولوجية، مما يشير إلى أنه ربما يكون هناك جين واحد على الأقل مرتبط بهذا الاضطراب”.
وربما تساهم بيئتك وخبراتك الحياتية وثقافتك في اضطراب تشوه الجسم، خاصةً إذا كانت تنطوي على تجارب سلبية حول جسمك أو صورتك الذاتية.
وحول العلاجات والأدوية أفادت عريج أن للعلاج نوعان ” العلاج السلوكي المعرفي الذي يركز على مساعدتك في التعرف على حالتك ومشاعرك وأفكارك وحالتك المزاجية وسلوكك واستخدام الأفكار والمعرفة التي تكتسبها في العلاج النفسي لإيقاف الأفكار السلبية التلقائية ولرؤية نفسك بطريقة أكثر واقعية وإيجابية” .
بينما النوع الثاني “الأدوية فعلى على الرغم من عدم وجود أدوية معتمدة على وجه التحديد من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) لعلاج اضطراب تشوه الجسم، يمكن أن تكون الأدوية النفسية المستخدمة لعلاج حالات أخرى، مثل الاكتئاب، فعالة”.
والأدوية مثل “مثبطات امتصاص(استرداد) السيروتونين الانتقائية نظراً لأنه يُعتقد أن اضطراب تشوه الجسم ناتج جزئياً عن مشاكل متعلقة بالسيروتونين الكيميائي في الدماغ، يتم وصف مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية عادةً.
وأوضحت عريج “تمنع عملية استرداد السيروتونين (ناقل عصبي) من قِبَل الخلايا العصبية الدماغية، ويتيح ذلك المزيد من السيروتونين المتحرر للقيام بنقل الرسائل بين الخلايا العصبية فيخفف من القلق والتوتر ويولد السعادة والراحة، تُسمى بأنها “انتقائية” لأنها تؤثر بشكل رئيسي في السيروتونين، وليس الناقلات العصبية الأخرى”.
وختمت عريج “في بعض الحالات، تكون أعراض اضطراب تشوه الجسم لديك شديدة لدرجة أنك تحتاج إلى دخول المستشفى النفسي ويوصى عموماً بدخول المستشفى للأمراض النفسية فقط عندما لا تكون قادراً على الاعتناء بنفسك بشكل صحيح أو عندما تكون في خطر داهم من إيذاء نفسك”.
تم إعداد هذه المادة بالتعاون بين تلفزيون الخبر و”سماعة حكيم”