خالد تاجا.. كاريزما لا تتكرر
من الصعب أن يمحى “الجد كريم” في “الفصول الأربعة” من قلوبنا، وألا يكون “ابن عباد” بجبروته في “الزير سالم” حُفر في ذاكرتنا، كذلك رب الأسرة الفلاح المناضل “أبو أحمد” في التغريبة الفلسطينية والكثير من الشخصيات التي رافقتنا ولم يستطع أن يغيبها الزمن.
خالد تاجا، الممثل السوري المخضرم، الذي أطلق عليه الشاعر محمود درويش لقب “أنطوني كوين العرب”، ولبراعة أدائه والكاريزما التي كان يمتلكها، صُنِّفَ ضمن أحد أفضل خمسين ممثلاً في العالم حسب مجلة “التايم” الأميركية.
كانت انطلاقة تاجا الفنية الأولى في عام 1957، فشارك في أعمال مسرحية باتت خالدة في أرشيف المسرح السوري، منها: “مرتي قمر صناعي، بيت للإيجار، آه من حماتي، حرامي غصب عنه، الناس اللي تحت” وغيرها.
أما في السينما فكان دوره الأول في فيلم “سائق الشاحنة” الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما بدمشق عام 1966 حيث اختاره المخرج اليوغسلافي يوشكو فوتونوفيتش للقيام بدور البطولة.
ثم تتالت أعماله السينمائية ومنها: “أيام في لندن، الفهد، خيرو العوج، العار، عودة حميد، ورجال تحت الشمس”، وكان آخرها “دمشق مع حبي” في العام 2010.
وكان النصيب الأكبر للدراما السورية، فتنوعت شخصياته مابين الأب الظالم في “زمن العار”، إلى الخال المرح في “بنات أكريكوز”، إلى المسؤول الفاسد في “يوميات مدير عام”، إلى الأدوار التاريخية والكوميدية الأخرى.
حيث أغنت أدوار تاجا ومسلسلاته التي رافقت أجيالاً عديدة، الدراما السورية، والتي يزيد عددها عن 60 عملاً، ومنها أيضاً: “نهاية رجل شجاع، صلاح الدين الأيوبي، أحلام كبيرة، وشاء الهوى أهل الراية، غزلان في غابة الذئاب” والعديد غيرها.
وحاز تاجا على العديد من الجوائز منها تكريم في مهرجان بودابست ببلجيكا عام 2010، والميدالية الذهبية في مهرجان دمشق السينمائي التاسع، والجائزة الذهبية لأفضل ممثل في مهرجان القاهرة الحادي عشر.
إضافة إلى درع تكريمي عن دوره في مسلسل التغريبة الفلسطينية في أبو ظبي عام 2005، وجائزة لجنة التحكيم للدراما السورية أدونيا عام 2005، ودروع مختلفة من جهات عديدة.
وابتعد تاجا في منتصف الستينات عن العمل الفني 12 عاماً بعدما أصاب السرطان إحدى رئتيه بسبب ولعه بالتدخين، ما أدى إلى استئصالها، ثم تجددت معركته مع المرض بعدما تجاوز السبعين من عمره، وانتهت تلك المعركة برحيله عن عمر ناهز 73 عاما يوم 4 نيسان 2012.
تلفزيون الخبر