غيث ضاهر.. نحات على الخشب بشهادة طب بشري
“كل إنسان على وجه البسيطة يعيش في داخله فنان وإن قوة الإبداع تكمن في من يستطيع أن يخرج فنانه النائم إلى ضوء الشمس”، هذا ما بدأ به الدكتور غيث ضاهر حديثه لتلفزيون الخبر.
غيث ضاهر من مواليد دمشق ١٩٦٥، في البداية درست الطب البشري وأقمت لمدة 4 سنوات في قسم جراحة الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الشهيد يوسف العظمة بدمشق.
حصل على شهادة اختصاص في الصحة العامة طب وقائي بتاريخ 1999، وعمل مسؤول إشراف ومتابعة لدى وزارة الصحة السورية في الجهاز المركزي لإدارة برنامج القرى الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية WHO .
ومدير قسم الطب الوقائي في الإدارة العامة للصحة المدرسية في منطقة الباحة بالسعودية.
مدير برنامج رسوم الطلاب الصحية التابعة لوزارة التربية والتعليم في منطقة الباحة بالسعودية كما صمم عدداً كبيراً من الملصقات والرسوم الصحية ضمن البرنامج.
يقول: دراستي للفن دراسة ذاتية وتخصصت في مجال النحت على الخشب (فن الروليف) أي النحت على مسطح خشبي هو النقش الذي تبرز فيه الأشكال والتصاميم من خلفيتها ويختلف عن النحت ثلاثي الأبعاد في أن الأشكال تقف وحدها وبدون خلفية وله ثلاثة أبعاد كاملة.
يتابع: بدأت قصتي مع النحت حين كنت لا أزال في مرحلة الاختصاص في كلية الطب، حين أمعنت النظر في لوحة خشبية معلقة على جدران منزلي التي تمثل مشهدا للريف الإندونيسي أعجبتني تفاصيلها على الرغم من ضآلة إتقانها فقررت حينها دخول تحد مع ذاتي وراهنت على قدرتي على التعاطي مع هذا الفن على الرغم من عدم إلمامي بأبسط قواعده وأدواته.
يضيف د.ضاهر: توجهت وقتها إلى ورشة للحفر على خشب الأثاث في شارع الباكستان في دمشق لأرى الأدوات التي يستخدمونها في عملهم، أقتنيها وأبدأ حلماً كانت يداي تناديه بتجسيد لوحة تمثال فارس يعتلي صهوة حصان تيمناً بصهوة الحلم الذي صممت على ترويضه وإمساك زمامه على خشب الواقع.
ودخلت الورشة التي يديرها أبو جورج أحد شيوخ الكار في دمشق وقال لي بلهجته الشامية دكتوووور …ولو… يلي قبلك كانوا أشطر روح يا دكتور اهتم بالطب شو بدك بهاالشغلة وأنت ما عندك أي فكرة حتى عن الأدوات وتريد الدخول في فن النحت النافر على الخشب هيك خبط لزق، وهذا الفن يحتاج لفنان عتيق.
تابع د.ضاهر أخذت الأدوات وقطعة الخشب، حينها قال لي أبو جورج دكتور إذا أردت إرجاع الأدوات فلا مانع أما قطعة الخشب المتكسرة فلا.
بدأ التحدي وبدأ الإزميل يطرق على صفحة الخشب كنت معه أشعر وكأنني أطرق في ثنايا ذاكرتي حلما راودني منذ طفولتي كنت وقتها أبحث عن طفولتي في ثنايا الخشب.
وأضاف أنهيت اللوحة وامتطى الفارس حصانه ممتشقاً سيفه الدمشقي وذهبت به إلى أبو جورج أذكر وقتها أنه تحسس بيده جيب سترته وأخرج نظارته وبدأ يتفحص وانفجر قائلاً: دكتور أنت تضحك عليّ هذا عمل احترافي.
وبدأ بعدها مشواري مع فن النحت على الخشب بالإضافة لعملي كطبيب، وأنا يوميا عندي حوالي ٤ ساعات أمارس فيها هوايتي بالنحت وانتسبت إلى النقابة أيضا، وشاركت بعدة معارض في سورية وفي ألمانيا وعملت على إدخال الرسم مع النحت على الخشب.
ويضيف د.ضاهر لا فرق بين الفن والطب لأن الطبيب ليكون ناجحا عليه أن يكون فناناً، فأنا عندما أمارس هوايتي في النحت أشعر وكأنني في غرفة العمليات أقوم بعمل جراحي دقيق.
زياد علي سعيد_ تلفزيون الخبر _ اللاذقية