محمود جبر.. بصمة واضحة في مسيرة المسرح السوري
يعتبر الراحل محمود جبر، وهو من مواليد مدينة شهبا في محافظة السويداء، فناناً مسرحياً بالدرجة الأولى، إذ له بصمته الواضحة في تاريخ المسرح السوري منذ ستينات القرن الماضي.
ينحدر “جبر” من أسرة فنية عريقة، حيث أن أشقاءه هم: الفنان ناجي جبر المعروف بـ”أبو عنتر” والفنان هيثم جبر، وزوجته هي الفنانة هيفاء واصف شقيقة الفنانة منى واصف، وابنتاه هما الفنانتان ليلى ومرح جبر، وحفيدته دانا جبر.
وانطلق “جبر” في بداياته من المسرح، وأسس مع زملائه في الدراسة فرقة مسرحية خاصة بالهواة، وقدم سنة 1955 أول مسرحية كوميدية بعنوان “ناسي أفندي”، ثم احترف التمثيل المسرحي عام 1958، وأسس فرقته المسرحية التي حملت اسمه عام 1968.
قدم “جبر” أعماله المسرحية ذات الطابع الاجتماعي والانتقادي والشعبي بأسلوب كوميدي مبسط، وعرفت بتميزها وكان له جمهوره وخاصة في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وعرف عنه التزامه ونشاطه وحبه للمسرح إذ عمل جاهداً في سبيل رسم البسمة على شفاه الجمهور.
لم يهمل “جبر” أي جانب من جوانب الفن، حيث قدم ما يزيد عن 40 عملاً فنياً، منها ما يقارب 19 عملاً في المسرح أبرزهم “البرجوازي النبيل”، “الخروج من الجنة”، “حط بالخرج” وغيرها، كما عمل مع العديد من الفرق المسرحية السورية.
وكان “جبر” أول فنان يقدم مسرحية عن حرب تشرين، ففي عام 1973 كان يتابع الأحداث ويسمع الأخبار، فقدم مسرحية “ليش هيك صار معنا”.
إضافة للعديد من الأعمال الإذاعية مثل “البطل”، “حكاية بيتنا” وغيرها.
دخل “جبر” مجال الدراما التلفزيونية من خلال مسلسل “الإجازة السعيدة” عام 1960، ثم توالت أعماله الفنية التلفزيونية آخرها كان “رقصة الحبارى”.
وفي السـينما شارك في أفلام عديدة منها:” قطط شارع الحمرا، ساعي البريد، مقلب حب، خياط السيدات” وغيرها.
ويعتبر جبر من الأعضاء المؤسسين لنقابة الفنانين، وعُيّن في عام 1959 خبيراً مسرحياً في وزارة الثقافة مديرية الفنون، وكان معه الفنان عبد اللطيف فتحي وعمر حجو.
ثم تفرغ في أوائل الستينيات للعمل في المسرح العسكري، الذي افتتح بعمل “العطر الأخضر” من بطولته إلى جانب الفنانة منى واصف، وأغلب المسرحيات المسجلة بالأبيض والأسود قدمها في المسرح العسكري.
وانتقل “جبر” من عالم الفن إلى عالم السياسة، حيث انتخب عضواً في مجلس الشعب، وكان يعتبر أن تجربته السياسية أغنت تجربته الفنية، فأصبح أكثر قرباً من مشاكل الناس ومعاناتهم، وكان سعيداً لأنه نقل مشكلات المواطنين إلى أعلى هيئة تشريعية في سوريا.
يذكر أن “جبر” توفي في 27 تموز من العام 2008 عن عمر 73 عاماً، بعد معاناة مع المرض تاركاً بصمة تاريخية في الدراما السورية.
تلفزيون الخبر