“الخالة أمونة” تهاجم “الفالنتاين” وعشّاقَه الطارئين
أعلنتها “الخالة أمونة” وبالفم الملآن “إن هذا الجيل لا علاقة له بالحب ولا فنونه ولا جنونه، فمن ينتظر مناسبة للتعبير عن أسمى مشاعر قلبه أو تعزيزها أو تعميقها، لا يعرف معنى الحب، ولن يصل في حياته إلى أبهى تجلياته”.
تقول: “بلا فالنتاين وبلا بطيخ، ما هذه البدعة الغريبة التي يحتاجها البعض للتذكير بأن عليه أن يُحب، وأن يُجْزِلَ العطاء في سبيل من يحب؟ وكأن عُشاق هذا الزَّمن يشتغلون على “الزنبرك” الذي يُديره ما يسمونه بعيد الحب”.
توضح “الخالة أمونة”: لم أشعر في يوم من الأيام، منذ تعاهدنا أنا وحبيبي ذاك العهد، أنه لم يكن عيداً للحب، كل التفاتة منه، وكل لمسة وعناق وقبلة (تحمرّ وجنتاها قليلاً) كانت تجديداً للعهد، وكل نظرة أو رفّة قلب أو تلويحة وداع، أو بسمة مهما كانت متعبة، كانت عيداً للحب.
وحين نسألها هل تحبينه إلى هذا الحد؟ تجيب: لا بل أكثر من ذلك، تقاسمنا الحلوة والمرة باسم الحب، وذبلنا وعُدْنا تفتَّحنا كوردتين في حديقة العشق، وتخاصمنا وتراضينا في ظلّ الوَلَهْ، وبكينا وضحكنا بفعل الهيام، وسخرنا من الزمن وغَيَّرنا تواقيته باسم الشغف.
كم هذا شاعري!
تردّ “الخالة أمونة”: “هو صيَّرَني شاعرة من دون أن أدري، كان يُلهِمني بعطاء حُبِّه، بسخاء قلبه، بغيرته عليَّ حتى من خصلات شعري ورائحتي كما يُردِّد دائماً، حتى بعتبه كان عاشقاً، وبزعله نبع حنان، وبأحزانه فَيْضُ حُبٍّ لا ينتهي”.
ألا تغارين عليه؟
تجيب: “كيف لا، وهو من أعاد تكويني، ورَمَّمَ هشاشتي، وأكمل نقصي، وزيَّن نبضي، وجعلني أكثر ترفاً بمحبته التي لا تلين، لذا أغار عليه حتى من غيرتي عليه”.
لماذا غضبك إذاً على عُشَّاق اليوم؟
تقول “الخالة أمونة”: غاضبة عليهم، لأنهم يستبدلون الوصال الحقيقي بلقاءات المسنجر، ويرسلون قُبَلَهم وعناقاتهم على الفيسبوك، ويستعيضون عن مُطوَّلات البوح بالرسائل القصيرة، ويستدركون تقصيرهم المُزمِن في حق قلوبهم في 14 شباط وكأنهم قطط شوارع.
وتضيف: خلجات القلب، وتضاعيف الوجد، واشتياقات الروح، ليست بحاجة إلى مُنبِّه أو مؤقِّت زمني. وهدايا الحب ليس مجرد ورود حمراء و”دباديب” وغيرها من مفرزات العولمة، الحب يا صديقي هو الزمن، هو الوجود بأسره، هو الولادة المستمرة لعاشقين خُلِقا من شرارة حُبِّ واحدة.
أما الهدية الأثمن للحبيبين، تقول “الخالة أمونة”، فهي كل ما يسهم بتفعيل النبض المشترك لهما، وتثويره، وتعزيز توهجه وتألقه، أما ما عدا ذلك فهو “كذب على اللحى”، وتسليع للمشاعر، وتحفيز للأحاسيس “المشلَّخة” والمزيفة في آن.
وما نصيحتك لعشاق هذه الأيام؟
لا نصيحة سوى أن يُمْعِنوا في الحب، وأن يفهموا معناه، ويعرفوا كُنْهَهُ تمام المعرفة، مع أنني أتفق مع مُظفَّر النُّواب بأن “الحُبَّ هو ألا تعرف شيئاً”. أدعوهم أيضاً لأن يتماهوا مع الحب، ويجعلوه ماهيتهم، ويحوِّلوا شِغافَ قلوبِهم إلى معبد صوفيّ، وأن يصلوا إلى الإنوجاد الساحر في حضرة الحبيب، ويرددوا مع رابعة العدوية “أنا من أهوى ومن أهوى أنا.. نحن روحان سكنّا بدنا”.
بديع صنيج – تلفزيون الخبر