في ذكرى وفاته.. هاني الروماني اسمٌ من حقبة ذهبية
رحل يوم الثامن من شهر شباط من عام 2010 الفنان السوري المخضرم هاني الروماني بعد مسيرة فنية حافلة، امتدت نصف قرن، قدم خلالها أعمالاً مميزة في المسرح والدراما التلفزيونية والسينما السورية، حيث بدأ سطوع نجمه منذ ستينيات القرن الماضي.
بدأ هاني الروماني مسيرته الفنية في جامعة دمشق، حيث كان يدرس الطب، وسرعان ما هجر الدراسة ليلتحق بالمسرح القومي، حيث أصبح واحداً من أهم الممثلين المسرحيين السوريين، ومع ظهور التلفزيون السوري عام 1960 كان الروماني من أوائل الفنانين الذين شهدوا انطلاقته.
وهجر الروماني الدراسة ليلتحق بالمسرح القومي، حيث أصبح واحداً من أهم الممثلين المسرحيين السوريين، وسطع نجمه في الدراما التلفزيونية عام 1975 عندما كانت الشاشة لا تزال بالأبيض والأسود.
قام، حينها، بدور البطولة في مسلسل “أسعد الوراق”، الذي كان أول مسلسل سوري تلفزيوني يحقق حضوراً قوياً لدى المشاهدين، ونظراً لأهمية هذا المسلسل المأخوذ عن رواية للكاتب الراحل صدقي إسماعيل، تمت إعادة إنتاجه ليختتم الروماني مسيرته بدور ثانوي في النسخة الجديدة الملونة منه.
وشارك خلال مسيرته الفنية الطويلة في عدد كبير من الأعمال التلفزيونية منها “نهاية رجل شجاع” و”هجرة القلوب إلى القلوب” و”الجوارح” و”العبابيد” و”دليلة والزيبق” و”الخوالي” وبعض الأعمال الاجتماعية المعاصرة.
كما شارك مع الفنانين دريد لحام ورشيد عساف ورغدة في فيلم “الحدود” الذي حقق نجاحاً كبيراً، و تحول الروماني في أواخر مسيرته في الدراما التلفزيونية، إلى العمل مخرجاً دون أن يتخلى عن التمثيل.
وكان أهم إنجاز إخراجي له المسلسل الطويل “حمام القيشاني” بأجزائه الخمسة والذي رصد من خلاله تاريخ سوريا بعد الاستقلال، وما شهدته من أحداث سياسية وتطورات اجتماعية متخذاً من البيئة الشامية نموذجاً، وحقق حينها نجومية كبيرة.
وكان الروماني يميل إلى الأعمال الواقعية والتاريخية، حيث قال يوماً في أحد لقاءاته: “أنا أفضل العمل التاريخي المنتمي إلى مكان وزمان معينين، لأنني أجد فيه التحدي الكبير في أن أجعل شخوص النص حقيقيين، فأستحضرهم شخوصاً من لحم ودم، حتى لو كانوا ينتمون إلى زمن بعيد كالعصر العباسي أو ما قبله”.
ورغم أن الدراما التلفزيونية اختطفته من عالم المسرح الذي أحبه، ظل هاني الروماني يحلم بالعودة إليه، لا سيما أنه كان ممثلاً “شكسبيرياً” إذ بدأ خطواته على المسرح بالأدوار الصعبة كماكبث وشايلوك.
يذكر أن الفنان الراحل دخل في تسعينيات القرن الماضي في الحياة السياسية في سوريا من خلال عضويته في مجلس الشعب، حيث عرف بمداخلاته الجريئة في جلسات المجلس.
تلفزيون الخبر