تدمر تنتظر فارسها.. رفات يعتقد أنها للشهيد خالد الأسعد والتأكيد “يتطلب وقتاً”
“لن يهنأ لنا بال حتى نُكرم أبانا بدفنه بما يليق بمكانته.. محاولاتنا جارية للعثور على رفاته..”، كلمات كثيرة وعبارات مضطربة حائرة قالها نجل الشهيد خالد الأسعد ذات لقاء لتلفزيون الخبر معه قبل قرابة العام.
“الأسعد” النجل الذي أجاب صباح يوم 6 شباط على اتصال تلفزيون الخبر بنبرة مرتجفة توضح تأمله الكبير بأن يكون رفات والده قد وجد أخيراً وهو يقول: “نحن بانتظار كشف الطب الشرعي”.
وكان السوريون استفاقوا على خبر تداولته صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يتحدث عن العثور على رفات عالم الآثار الشهيد خالد الأسعد في منطقة كحلون شرقي تدمر.
من جهته، قال رئيس مركز الطب الشرعي في حمص بسام محمد لتلفزيون الخبر إنه: “تم العثور على رفات لستة شهداء شرقي تدمر وتم التعرف على واحدة منها بأنها تعود لرجل سبعيني يعتقد أنه الشهيد خالد الأسعد ويتم إجراء التحاليل اللازمة للتأكد”.
وأضاف محمد “يعتَقد وجود رفات الشهيد خالد الأسعد بين هذه الرفات لكن لايمكن التأكيد إلا بعد التحاليل وأنه كان من المتوقع أن يكون صدورها سريعاً”، مردفاً أن “الأمر تطلب إجراء تحليل DNA وهو ما سيؤخر صدورها بسبب عدم وجود مركز لهذا التحليل في البلاد”.
وتابع “قمنا بالفحص والفصل بسبب اختلاط العظام واستبيان المقاربات مع الشهيد من ناحية العمر والعظام، وأخذنا البيانات والمعطيات اللازمة والعينات لإرسالها إلى التحليل الذي تبين أنه سيأخذ وقتاً أطول من المفترض وفقا للمعطيات”.
وأشار “محمد” إلى أن “النتائج مرتبطة بمخبر ال dna و قد يأحذ صدور النتائج مابين ال 48 و 72 ساعة، بينما كان يفترض أن تصدر النتائج خلال ٢٤ ساعة”، لافتاً إلى أنه “وجد رفاته ضمن مجموعة تضمنت ستة شهداء”.
وأكمل “تم عزل العظام المشتبه أنها تعود للشهيد الأسعد، وفق معطيات التحقيقات الأمنية والقضائية بأنه هنا يوجد جثة تعود للشهيد خالد في نفس المكان الذي عثر فيه عليها”.
بدوره، بين مدير آثار حمص حسام حاميش لتلفزيون الخبر: أنه “لا يمكن حتى الآن تأكيد أو نفي أن إحدى الرفات التي تم العثور عليها تعود لعالم الآثار خالد الأسعد، حتى أن بقايا الملابس لا تشير إلى ذلك، وبانتظار نتائج التحاليل”.
وكان تنظيم “داعش” الإرهابي أعدم الشهيد خالد الأسعد عام 2015 في ساحة تدمر بفصل رأسه عن جسده، ودفن كل منهما في مكان مختلف بعد أن سجنته تحت تهديد القتل لإجباره على التعامل معهم.
الشهيد “الأسعد” الذي نذر حياته للاعتناء والكشف والتنقيب عن آثار معشوقته تدمر، لم يكن مجرد عالم آثار، بل كان باحثاً تاريخياً ومكتشفاً للعديد من المنحوتات والمدافن الأثرية المهمة ومنها منحوتة حسناء تدمر، إضافة إلى ترجمته للنصوص والمخطوطات الآرامية التدمرية القديمة”.
وكان الإنجاز الأكبر للأسعد المشروع الإنمائي التدمري خلال أعوام 1962-1966 حيث اكتشف القسم الأكبر من الشارع الطويل وساحة الصلبة “التترابيل”، وقام باستخدام وسائل بدائية وحيوانات جر في رفع الأعمدة المتناثرة بين أركان مدينة تدمر الأثرية لتعود كما كانت منتصبة أيام زنوبيا.
وتكريماً للأسعد، تنكِّس المتاحف الإيطالية أعلامها في ذكرى استشهاده كل سنة، كما أطلقت “منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة” (اليونيسكو) منذ استشهاده مسابقة تحت اسم “جائزة خالد الأسعد الدولية للمكتشفات الآثارية”.
يُذكر أن الشهيد خالد الأسعد شغل منصب مدير آثار ومتاحف تدمر، وعمل مع عدة بعثات أثرية خلال سنوات عمله الطويلة، ونال عِدة أوسمة محلية وأجنبية، وكان يتحدث عدة لغات أجنبية بالإضافة لإتقانه اللغة الآرامية وكان له حوالي 40 مؤلفاً عن الآثار في تدمر وسوريا والعالم.
روان السيد- تلفزيون الخبر