سوق الجمعة في اللاذقية.. فيه “كلشي” إلا الرقابة والتنظيم
تنتظر فئة ليست بقليلة من اللاذقانيين، يوم الجمعة ليتجهوا منذ الصباح الباكر إلى جانب حي “اليهودية” أو “اليعربية” كما سميت حديثاََ، في الطرف الجنوبي من مدينة اللاذقية، ليتبضعوا ويجدوا نواقصهم في سوق الجمعة غير المنظم.
سوق الجمعة الذي تجد فيه كل ماتحتاجه من خردوات، أجهزة كهربائية شغالة ومعطلة، قطع “غيار”، معدات زراعية، حيوانات أليفة، قطع أثرية، عملات نقدية، مفقودات وكلو بـ “أبخس” الأسعار.
وقد تجد في سوق الجمعة “مطلوبين” بجرم السرقة يفردون مسروقاتهم المرتبة على قماش أبيض أو بساط من القش “حصير” حيث تتجه دوريات الشرطة أيضا إلى هذا السوق عند البحث عن مطلوبين .
ويقول خالد باكير شاب لديه ورشة “حدادة”: اتجهت لسوق الجمعة في يومٍ من الأيام لأشاهد هذا التجمع ومافيه، رأيت فيه البطاريات “خالصة عمرها”، وأدوات كهربائية غير معروفة المصدر من الملعقة والسكين إلى الغسالة والبراد وبسطات عملات نقدية قديمة نادرة”.
بدوره يقول أحمد سعيد الذي يعمل مع والده على بسطة “فول” ولديه شغف بالطيور وأنواعها: يضم سوق الجمعة عدة أقسام، اتجهت إلى قسم الطيور فوجدت فيه الكنار والببغاوات، العصافير، طيور من نوع الشخشرلي، البلجيكي و الكشميري.
ويضيف ” بدك كلب ب 2000 ليرة أو أرنب بـ 4000 ليرة أو حتى دجاج أو صيصان.. روح ع سوق الجمعة”.
وفيما يمكن أن تجده في قسم الثقافة والأدب يقول “علي” وهو طالب جامعي من خارج المحافظة: نزلت الجمعة الماضية لأبحث عن الكتب للأسف زعلت عالبائع وجبت كتاب “كيف تصلح تلفزيون السيرونيكس” اشتريتو ب 100 ليرة”.
وعن قسم الآثار والأشياء العتيقة يقول أمجد الذي يستغل مساحة قليلة من رصيف “الشيخضاهر” ويبيع فيها أشياء قديمة: “يوجد نحاسيات وساعات قديمة وأطواق اكسسوار، وطبعاََ يحلف البائع مئة حلفان على أنها تعود لعصر تحوتمس الثاني عشر ومع ذلك أحصل عليها بسعر قليل.. لأربحلي كم ليرة”.
وبعد أن تقضي ساعات طويلة في البحث بين بسطات سوق الجمعة ويداهمك الجوع يمكن أن تتجه لقسم الأطعمة التي لا تعرف دوريات الرقابة الصحية في اللاذقية .
و يقول مالك: “الناس بتجتمع ع بسطة “العجة” المقلية بزيت أشبه بزيت السيارات، أو إذا كنت من محبي اللحم عليك بسندويشة كباب اللحمة غير معروفة المصدر.”
و يطالب بعض المواطنين بإبرام عقود مع مستشفى قريب لإجراء غسيل المعدة تجنباََ لحالات التسمم التي تحصل مع الكثيرين ممن يتناولون الطعام من سوق الجمعة.
وعن قسم الألبسة المستعملة يقول أبو عبدو الذي يملك بسطة خضرة جوّالة: بنزل ع سوق الجمعة مع الولاد بيختارو الألبسة والأحذية، بدفع 15 ألف أحسن ما إدفع 150 ألف.
ويكثر النصابون والمشعوذون في سوق الجمعة طمعاََ بالمال من الفقراء بالرغم من دوريات الشرطة التي تجوب السوق.
وسوق الجمعة الشهير في اللاذقية منذ عشرات السنين، مازال يعاني من سوء التنظيم والترتيب وعدم تقديم الدعم من قبل الجهات الحكومية في المحافظة، بالإضافة لعدم وجود تطبيق رقابة صحية على جميع الأطعمة المباعة فيه.
شذى يوسف – تلفزيون الخبر – اللاذقية