“كولا.. سيريلاك.. كلينيكس.. كوتيكس” أخطاء شائعة في السوق السورية
العادة والتكرار كفيلة بترسيخ أي فكرة أو مصطلح في أذهان الناس لتصبح جزءا من حياتنا وهويتنا وثقافتنا، فالزمن كفيل بالقضاء على مصطلحات وظهور أخرى، لاستبدال كلمات وتكريس ألفاظ جديدة.
في القرن الماضي ومع ظهور سلع جديدة في السوق السورية، تعرّف المستهلكون السوريون علي السلع من خلال اسم المنتج.
وعلى سبيل المثال فـ”المحارم” الورقية من ماركة “كلينكس” كانت من أوائل المنتجات من هذا الصنف التي دخلت السوق في منطقتنا، ولذا ارتبطت مادة “المحارم” مع اسم كلينكس، حتى أصبحنا نسمع في محلات البقالة أشخاص يطلبون من البائع ” عطيني علبة كلينيكس ديمة”.
ويعود اسم “كلينيكس” إلى عام 1924 لشركة اختصت بتصنيع الحفاضات والمناشف وورق الحمام.
كذلك الأمر فيما يخص سيريلاك، فالمُنتج الذي قام هنري نستله بإنتاجه لأول مرة عام 1874، دخل الأسواق السورية في فترة لاحقة، وترسّخ في أذهان الناس حينها أن اسم المادة هو سيريلاك وليس اسم المنتج.
وعندما دخلت شركات أخرى السوق لتصنيع حبوب الأطفال المطحونة، أخذت تسمى بسيريلاك سامي، أو سيريلاك تاميلاك.
أما فيما يخص المشروبات الغازية فتحتل الكولا المرتبة الأولى في اللغط الذي يحدث عند شراء مشروب غازي منكّه، فكولا على برتقال هو المصطلح عند شراء الميرندا برتقال والكولا البيضاء” السادة ” هو المصطلح الخاص عند شراء “سفن آب” أيضا.
نفس اللغط يحدث عند شراء غراء لاصق، فالمادة ارتبط اسمها مع ماركات “ألتيكو” أو “شعلة” التي تتوفر في الأسواق السورية، ومع ظهور الشركات المنافسة لتصنيع الغراء، التصق اسم المادة مع ماركة “التيكو” أو “شعلة” ليحل مكان مصطلح “غراء لاصق”.
“سامسونايت”
نطلق على حقيبة اليد الجلدية أو الفخمة، “سامسونايت” بدلا من “حقيبة اليد” ، رغم أنه يوجد العديد من شركات الحقائب، إضافة الى ندرة وغلاء سعر حقيبة “السامسونايت” التي تعد قليلة في أسواقنا.
وفي الحديث عن المصطلحات فمنتج “لودالين” والذي كان من أشهر ماركات سائل الجلي في الأسواق السورية، أصبح على علاقة وثيقة مع الأمهات السوريات ومطابخهن، ولم يستطعن التخلص من عادة إطلاق اسم “لودالين “على أي سائل جلي آخر.
أما الفوط النسائية “كوتيكس” فهي ماركة شهيرة انتجت للمرة الأولى في أواخر القرن التاسع عشر، وظهرت في أسواقنا في منتصف القرن الماضي، مع أهم علامة تجارية تختص بإنتاج هذه الفوط باسم “كوتيكس”، ومع ظهور منافسين للشركة احتفظت الفوط النسائية باسم “كوتيكس”، رغم وجود ماركات أخرى.
ذات الحالة تتكرر مع ماركات أخرى كبطاطا شيبس “ديربي” والتي ارتبطت بأذهان السوريين مع أصابع البطاطا المقرمشة الجاهزة، إضافة للشاحنات الضخمة التي تسمّى جميعها “سكانيا”، رغم وجود شاحنات أخرى من شركات “مرسيدس وفولفو”.
ومن السخرية أن لفظ الكهرباء أصبح يغيب عن مسامعنا، فعند انقطاع التيار الكهربائي تخرج من أفواه السوريين العديد من الألفاظ عن انقطاع الـ……، حتى نسي المواطنون مصطلح الكهرباء أو شكلها وأخذوا ينفسون عن غضبهم بإطلاق ألفاظ جديدة على”الكهرباء”.
لؤي سليمة – تلفزيون الخبر