صالة صبحي شعيب في حمص…”يا زمن بالقصص المنسية”
في وسط شارع عبد الحميد الدروبي الشهير يتراءى للعابرين صرح يتموضع في ذاكرة أهل حمص و يفوح كعبق الخزامى في أفئدة المثقفين و الفنانين التشكيليين و النحّاتين و عموم أهل “إميسا”، إنها صالة صبحي شعيب (اتحاد الفنانين التشكيليين في حمص).
تدخل للصالة لتعبر إلى عراقة المكان، حيث تتوضّع الحديقة الخلفية التراثية، فتضيع بين أصوات أحاديث الزائرين للمكان و بين الأشجار القديمة التي حفر على إحداها عاشقٌ اسم ليلاه.
و كما كل يوم، يجلس شيخ الفنانين التشكيليين في حمص الفنان عون الدروبي في مكانه ليحتسي شايه و يرتشف ذكرياته.
يقول الدروبي لتلفزيون الخبر “صالة صبحي شعيب تاريخياً، هي مدرسة ثم أضحت مستودع لوزارة التربية، و في السبعينيات اُستملكت لصالح وزارة الثقافة حيث أصبحت مبنى خاص بنقابة الفنانين التشكيليين”.
ويتابع “تمّ ادخال تحديثات بالبناء من ناحية تحويله إلى صالة عرض لإقامة النشاطات الفنّية و الإدارية و الحديقة الخارجية التي تمّ تحويلها لمقهى خاص بالفنانين”.
ويضيف الفنان التشكيلي “كل ذلك حدث في زمن الفنان المرحوم فيصل عجمي الذي كان نقيباً للفنون التشكيلية في حمص”، مشيراً إلى أنه كان أمين سر للنقابة لمدّة تسع سنوات.
خلال حديثه يستذكر الفنان التشكيلي العتيق إلى رواد الحركة الفنّية في السبعينات، ويذكر منهم الراحلين أحمد دراق السباعي و رشيد شمّا و فيصل العجمي و وسام الجبيلي الذين كانوا قائمين على صالة صبحي شعيب بالإدارة و النشاطات الفنّية.
وتحتضن الصالة مجموعة من أبرز المعارض الفنية في سوريا، أهمها وفق الدروبي “عرض 17 نيسان الحاضر منذ السبعينات حتى الوقت الراهن و تتفرّد به حمص و يشارك فيه نخبة من الفنانين السوريين”.
وعن سبب تسمية الصالة، يذكر الدروبي أن الفنان التشكيلي صبحي شعيب من روّاد الحركة التشكيلية السورية و هو المدير الأول لمركز الفنون التشكيلية في حمص الذي أُنشىء عام 1963، و بعد وفاته سُمّي المركز باسمه و ما زال نشاط مركز الفنون قائم حتى اليوم.
عبدو أبو زهير المعروف بين روّاد صالة صبحي شعيب جميعهم بلقبه “أبو حسين” يعتبر علامة فارقة في الصالة حيث يرتبط ارتباطاً وثيقاً “كجدار فيها ينمو على أطرافه البنفسج”، وفق تعبير كثيرين.
يقول “أبو حسين” لتلفزيون الخبر “أبدأ يومي في كل صباح بتجهيز الصالة قبل افتتاحها الساعة العاشرة تقريباً أمام جميع الزوّار و هذا ما أواظب عليه منذ زمن، حتى أصبح هذا النشاط جزء منّي كما أنا جزء منه”.
ويتابع “عندما بدأت الأحداث المؤسفة في حمص شعرت بطعنة في الروح لاضطراري إلى إغلاق باب الصالة، هذه الصالة التي أضحت وحيدة، و كنت آتي لتفقدها كل أسبوع تقريباً حيث تعرّضت للإهمال و التخريب”.
ويضيف “عدنا بجهود فردية لينتهي هذا الكابوس حتى تعود برونقها و طابعها التراثي و تمّ إعادة افتتاح أبوابها أمام الفنّانين و الزوّار”.
يعتبر “أبو حسين” للصالة دور هام في “استقطاب من يبحث عن الشغف من الفنانين و المثقفين و الأصدقاء”، ويقول “لكل زائر قصّة يتلوها عن صالة صبحي شعيب، فهي مكان لتبادل الآراء و الأفكار و القصص و الشدو الجميل”.
حسن الحايك-تلفزيون الخبر