“أم عزيز”.. حكاية سيدة وجدت في مطبخها طوق النجاة لأبنائها الستة
في منزل بسيط في حي “الجورة” بدير الزور، تعيش “أم عزيز” مع أبنائها الستة الذين تولت تربيتهم منذ وفاة زوجها قبل نحو ثماني سنوات، حيث وجدت نفسها وعائلتها مطاردة من الموت، والجوع.
لا تحمل “أم عزيز” أية شهادة تعليمية، كل ما تملكه هو اتقانها لفنون الطبخ، الأمر الذي استعانت به لتأمين قوت عائلتها، فحولت مطبخها إلى “مشروع” تعتاش وعائلتها منه.
تتقن “أم عزيز” فنون الطبخ الديرية، حيث تقوم يومياً بتلبية طلبات زبائنها من المطبوخات، إضافة إلى صناعة وبيع مختلف أنواع “المونة”.
تقول السيدة لتلفزيون الخبر “بعد وفاة زوجي أصبحت أنا المعيل الوحيد لعائلتي، وكوني لا أحمل أية شهادة سوى شهادة أني طباخة ماهرة من قبل جيراني ومعارفي والمقربين مني وبتشجيعهم ودعمهم لي بدأت أقوم بصنع المؤن الديرية”.
وتتابع “قمت بعدها بصنع المربيات والمخللات بجميع انواعها، ومن ثم صنع الكبب الديرية وأكلة المنابير وغيرها من الأكلات التي تتطلب جهداً كبيراً، الأمر الذي وفر على نساء كثيرات الجهد، خصوصاً النساء اللوات لا يتقن هذه الطبخات أو لا يملكن الوقت اللازم لها”.
وتضيف “أعتمد بطهي الطعام وصنع المؤن الصيفية والشتوية لإطعام أطفالي ولسد باب الإيجار وتأمين معيشة لا بأس بها لي ولعائلتي التي لاقت ما لاقته من جوع وبرد ومرض بعد وفاة زوجي”.
خلال السنوات التي عاشتها دير الزور في ظل الحرب والحصار، تنقلت أم عزيز وأبنائها عشرات المرات، تتذكر تلك اللحظات وتقول ” انتقلت من قرية إلى قرية هرباً بأبنائي”، وتضيف مبتسمة “تنقلت كثيراً فأصبحت أم بطوطة”، في إشارة إلى الرحالة الشهير ابن بطوطة.
على الرغم من ابتسامتها الدائمة، تركت السنوات الصعبة الماضية في ملامح “أم عزيز” علامات التعب، لتحفر هذه السنوات آثارها على يدي السيدة الثلاثينية، التي وجدت نفسها فجأة أماً وأباً ومعيلاً وطوق نجاة لأبنائها.
ترفض “أم عزيز” التقاط صورة لها، فعلى الرغم مما قدمته وتقدمه، تعتبر ذلك “واجبها تجاه عائلتها التي نذرت نفسها لها”، قبل أن تبتسم مرة أخرى عند التقاط بعض الصور لمنتجاتها التي تشير إلى أنها تبيعها بأرباح بسيطة، وتقول “أقدّر ظروف الناس في هذا الوضع المعيشي الصعب”.
حلا المشهور – تلفزيون الخبر – دير الزور