الأمر “الواقع” على السوريين ينهي المنافسة بين صوبيا المازوت وصوبيا الغاز
يعتبر الشتاء فصل “الكنكنة” والجلوس مع العائلة وموسم شوربة العدس وتناول المشروبات الساخنة، وكثير من الناس يفضلون هذا الفصل على الصيف، ويجابَهُون بحجّة أن الشتاء جميل في أي مكان إلا في سوريا.
فمن الأرصفة المليئة بالطين والوحل وازدياد التقنين، وشح موارد التدفئة يبقى السؤال على ماذا يتدفىء السوريّون خلال فصل البرد؟
لا يخلو بيت سوري من جامعة العائلة “صوبيا المازوت” التي عاشت أيام العز قبل سنين الحرب، مع توافر المازوت عبر البائعين الجوالين، هذه المادة التي اختفت تدريجياً مع مرور سنوات الحرب، وتحولت صوبيا المازوت في المنزل إلى ديكور يذكّر أهل البيت بالأيام الخوالي والسهرات حولها.
ولم يستسلم البعض للواقع وانتظروا على طوابير المازوت لشراء مخصصاتهم والتي وصل سعر الليتر إلى 180 ليرة سورية، السعر الذي يبدو فلكياً نسبة إلى سعر الليتر في الماضي والذي لم يتجاوز العشر ليرات، مع محاولات الدولة لتنظيم عمليات البيع عبر تحويل التوزيع عبر “البطاقة الذكية” وطلب العائلة لمخصصات محدودة كل فترة.
نظيرة صوبيا المازوت هي “صوبيا الغاز” التي حاولت منافستها في السابق، ولكن أزمة المحروقات قضت على هذه المنافسة مع شح الموارد وتعادلت الكفتان بالنتيجة، خصوصا مع خطة الحكومة لتوزيع الغاز عبر البطاقة الذكية.
الأمر الذي حدا بالناس للمفاضلة بين إعداد الطعام أو التدفئة، والمقارنة لا تحتاج إلى تفضيل، ومن يمتلك جرّتين في هذه الأيام يُعتبر “أبو زيد خالو”.
ومن جهة أخرى يبدو احتمال التدفئة عبر الوسائل التي تعمل بالكهرباء كالمكيّف والسخانة الكهربائية حلماً، فأوقات التغذية الكهربائية لا تكفي لشحن الأجهزة الكهربائية والموبايلات.
واستخدام الكهرباء للتدفئة يعتبر رفاهية، خصوصاً مع تنبيهات وزارة الكهرباء التي تحضّ المواطنين على ترشيد الكهرباء وعدم استخدامها بالتدفئة خلال أوقات التغذية، لتخفيف الحمل على محطات التوليد الحكومية.
بينما يعتلي الحطب عرش وسائل التدفئة في القرى، ولكن مع ارتفاع سعر طن الحطب الذي وصل إلى 100 ألف ليرة وصعوبة تخزينه في منازل المدينة تتضاءل احتمالية استخدامه فيها على الرغم من فعاليته الكبيرة.
ليستعيض أهالي المدن عن الحطب باستخدام حبوب التمز والذي يعد رخيص السعر نسبياً ولا يحتاج إلا إلى منقل للتشغيل ولكن الرائحة المزعجة وانطلاق بعض الدخان الذي يسبب حالات اختناق تعد عائقا أمام استخدامه.
كل الطرق السابقة ذات تكلفة عالية بالنسبة لدخل المواطن، ولذا يلجأ أفراد العائلات إلى ارتداء طبقات متعددة من الملابس تتناسب طرداً مع انخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى الجلوس تحت بطانية صوفية واستخدام أكياس المياة الساخنة لنشر الدفء فيها.
بالإضافة إلى كل هذه الوسائل فإن تلفزيون الخبر يقدم لكم وسائل مساعدة لكي تحافظوا على دفء بيوتكم وحرارتها خلال الشتاء:
1-إغلاق جميع الستائر ليلاً:
فالحرارة التي تدخل إلى البيوت خلال فترة النهار من خلال أشعة الشمس تتجمع داخل المنزل، ولكن مع حلول الليل تتم العملية عكسيا وإغلاق الستائر بعد غروب الشمس يحافظ على هذه الحرارة ولو جزئيا.
2-تزيين الجدران وتغطيتها:
تزيين الجدران بالحجارة أوالقرميد يمكّن المنزل من المحافظة على حرارته التي كسبها خلال النهار، وتغطية الجدران باللوحات الكبيرة والمرايا والبساطات ورفوف الكتب تحافظ على اعتدال درجات الحرارة في الداخل.
3-تغطية فتحات الأبواب:
ففتحات الأبواب تسمح لنسمات الهواء الباردة بالمرور إلى الداخل ولا تعزل الحرارة بشكل جيد، وتغطية هذه الفتحات بالنسيج أو بستارة سميكة تحافظ على درجات الحرارة في المنزل.
4- وضع أثاث المنزل في أماكن دافئة:
الشعور بالدفء يعتمد على مكان الجلوس والتواجد داخل المنزل، فكلما ابتعدت عن الجدران والنوافذ والأبواب ارتفعت درجات الحرارة.
كل هذه الوسائل تساعد المواطن السوري على تحمل البرد في الشتاء القاسي، فحرارة الإيمان والحب لا تكفي مع سياسات الحكومة في تقنين الموارد.
لؤي سليمة – تلفزيون الخبر