سوريون يواجهون أزمة المحروقات بتوصيل الركاب مجاناً
مع استمرار أزمة البنزين لأشهر طويلة، ثم أزمة المازوت وما تبعها من أزمة في النقل والمواصلات، قرر بعض السوريين مواجهتها بطرقهم الخاصة، لتخفيف أعبائها على المنتظرين لساعات طويلة للحصول على مقعد في أحد وسائل النقل، لاسيما في دمشق، أكثر المحافظات اكتظاظاً.
وقرر عدد من سائقي السيارات الخاصة، عرض خدمات التوصيل لآخرين بشكل مجاني، خاصة إلى مركز المدينة، وتفاعل بعض الركاب وأصحاب السيارات مع هذا الحل، بالرغم من تحفظ آخرين عليه.
ويقول “أيمن”، وهو مهندس يعمل في دمشق، لتلفزيون الخبر: “بدأت عرض خدمات التوصيل لجيراني في بداية الأمر، لاسيما وأني أقطن خارج المدينة، وأرى كل يوم على طريقي مئات الأشخاص يتنظرون باص أو سرفيس ليقلهم إلى عملهم”.
ويضيف “أيمن” أنه “بعد خروج الفكرة أبعد من حدود جيراني، تفاعل معها بعض الغرباء بشكل ايجابي، ومنهم من عرض علي مبالغ مالية مقابل التوصيل، وآخرون يرفضونها بغضب معتبرين أن العرض له أبعاد أكثر من مجرد مساعدة، كالخوف من الاختطاف”.
وبدأت “جيهان”، وهي معلمة في أحد مدارس العاصمة، بتوصيل سيدات من الطريق بشكل يومي، وتروي لتلفزيون الخبر “أردت أن أقدم خدمة علها تخفف على أي شخص في يومه لاسيما بعدما استمرت مشاكل المحروقات لوقت طويل”.
وعن رغبتها بإيصال السيدات فقط معها بالسيارة، تشرح أن “هذا أكثر أماناً، وأقل إحراجاً لي”، وتذكر أنها “واجهت الكثير من المشاكل التي جعلتني أفكر بجدوى توصيل الغرباء، لكنها إلى الآن لم تثنيني عن قراري اليومي”.
وأضافت “بعض الناس لا يقدر أن ما أقدمه ليس إلا من باب المساعدة، لكن البعض يزيد “المونة” عبر الوقوف المتكرر لشراء الأغراض، أو طلب التوصيل إلى باب المنزل، علماً أني اتفق منذ البداية على أنني ذاهبة لأقرب نقطة من مشوار السيدة فقط”.
خوف من الغرباء
من جهة أخرى، ترفض “علياء” وهي طالبة جامعية أن يوصلها أي شخص بسيارته إن لم يكن “تاكسي”، وترى، وفق حديثها لتلفزيون الخبر، أن “الحرب ولدت فينا الخوف من أي غريب، ومع تكرار حوادث الخطف التي تمر معي بشكل يومي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لم أوافق أبداً بالصعود إلى أي سيارة حتى لو كانت تقودها سيدة”.
ورأت أن “انتظار سيارة أجرة أو سرفيس أفضل وأكثر أماناً، حتى لو اضطررت للانتظار لساعات طويلة”، واستغربت “علياء” من “قبول البعض لهذا الحل”.
أما “زاهر” وجد في حل السيارات الخاصة “راحة وتخفيف من وطأة الانتظار اليومي”، ويروي لتلفزيون الخبر، أنه “منذ أكثر من شهر عُرض علي خدمات توصيل داخل شوارع دمشق، في بادئ الأمر ترددت قليلاً إلا أنني وجدت أن الأمر شائع ولست الوحيد من أتعرض له”.
وتابع ” في أحد المرات وأثناء الازدحام الشديد، عرضت عليي سيارة إطفاء مارة من أمامي أن توصلني في حال كان طريقي إلى مكان عودتها، فوجئت بالمبادرة من سيارة استثنائية كهذه، لكن الانتظار والازدحام دفعوني لقبول هكذا حل لم أفكر فيه على الإطلاق”.
وتشهد المحافظات السورية ازدحاماً شديداً على وسائل النقل العامة، لاسيما بعد أزمات المحروقات المتكررة، وتخصيص كميات معينة لوسائل النقل العمومية على البطاقة الذكية.
لين السعدي – تلفزيون الخبر